للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقبه عماد الدين شمس الإسلام، برسالة من السلطان بر كيارق إلى الخليفة الخ.

ومن هذا نرى أن الكيا قد عظم شأنه وأنه بعد أن درس مدة في بيهق اختير قاضياً في سلطنة بركيارق السلجوقي وعظمت صلته بالسلطان وثقة السلطان به حتى اختاره للسفارة بينه وبين الخليفة في بغداد.

في بغداد:

قلنا إن الكيا وصل بغداد في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة يحمل رسالة إلى الخليفة. ويقول ابن الأثير: واعتني بأمره مجد الملك البلاساني وقام له الوزير عميد الدولة ابن جهير لما دخل عليه ثم لا نعلم شيئاً عن حياته في بغداد إلى ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة لما ولي التدريس بالمدرسة النظامية في بغداد يقول ابن شهبة في طبقات الشافعية: وتولى النظامية في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة واستمر بها عظيم الجاه رفيع المحل يتخرج عليه الطلبة إلى أن توفي في المحرم سنة أربع وخمسمائة.

شيوخه وتلامذته:

لا نعلم شيئاً عن شيوخ الكيا الهراس إلا أنه تفقه في نيسابور على إمام الحرمين وأخذ عنه طريقته في الفقه والأصول والخلاف وأنه لازمه حتى مات، ويذكر السبكي في الطبقات أن الكيا حدث عن إمام الحرمين وأبي علي الحسن بن محمد الصفار وغيرهما ولكنه لم يذكر غيرهما من شيوخه كما أن كل من رجعت إليهم من المؤرخين لم يذكروا من شيوخه إلا إمام الحرمين وأبا علي الحسن بن محمد الصفار، وعلى الرغم من أنه تولى التدريس زمناً طويلا في بيهق وإنما تقتصر على بعض من تلقى عنه في نظامية بغداد مثل الحافظ الكبير السلفي، والمحدث الرحالة سعد الخير بن محمد الأنصاري الأندلسي البلنسي، وأبي إسحاق إبراهيم بن عثمان الغزي الشاعر المشهور.

ومهما يكن من شيء فإن الكيا الهراس - وقد قضى أكثر عمره في الاستفادة والإفادة - لا شك أنه خدم العلوم الإسلامية وخاصة الفقه والأصول خدمة جليلة حتى دعي شيخ الشافعية في بغداد وتطلعت إليه العيون من كل صوب ولا شك أن الكثير من فقهاء الشافعية في أواخر القرن الخامس وأوائل السادس تخرج عليه واستفاد منه وخصوصاً أيام توليه

<<  <  ج:
ص:  >  >>