فقوله (وحاشاك) حشو فيه ما فيه من الحلاوة، وعليه ما عليه من الطلاوة.
٩٢٨ - الشريعة تأبى التضييق والحرج
الاعتصام للشاطبي:. . . إن عدّوا كل محدث العادات بدعة فليعدوا جميع ما لم يكن فيهم من المأكل والمشارب والملابس والكلام والمسائل النازلة التي لا عهد بها في الزمان الأول بدعاً، وهذا شنيع، فإن من العوائد ما تختلف بحسب الأزمان والأمكنة فيكون كل من خالف العرب الذين أدركوا الصحابة واعتادوا مثل عوائدهم غير متبعين لهم، هذا من المستنكر جداً. . . وأيضاً فقد يكون الزي الواحد والحالة الواحدة أو العادة الواحدة تعباً ومشقة لاختلاف الأخلاق والأزمنة والبقاع والأحوال، والشريعة تأبى التضييق والحرج فيما دل الشرع على جوازه، ولم يكن ثم معارض.
٩٢٩ - يعدل حيا وميتا
كتاب الروضتين في أخبار الدولتين: قال (ابن الأثير) ومن عدله أيضاً (من عدل نور الدين) هو من أعجب ما يحكى أن إنساناً كان بدمشق غريباً استوطنها وأقام بها لمِا رأى من عدل نور الدين (رحمه الله) فلما توفي تعدى بعض الأجناد على هذا فشكاه فلم ينصف، فنزل من القلعة وهو يستغيث ويبكي وقد شق ثوبه وهو يقول: يا نور الدين، لو رأيتنا وما نحن فيه من الظلم لرحمتنا، أين عدلك؟ وقصد تربة نور الدين ومعه من الخلق ما لا يحصى، وكلهم يبكي ويصيح، فوصل الخبر إلى صلاح الدين فقيل له: احفظ البلد والرعية وإلا خرج عن يدك، فأرسل إلى ذلك الرجل وهو عند تربة نور الدين يبكي والناس معه، وطيب قلبه، ووهبه شيئاً، وأنصفه، فبكى أشد من الأول، فقال له صلاح الدين: لم تبكي؟
قال: أبكي على سلطان عدل فينا بعد موته.
فقال صلاح الدين: هذا هو الحق، وكل ما ترى فينا من عدل فمنه تعلمناه.
٩٣٠ - كان يحلق لحيته وشواربه
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع لشمس الدين السخاوي:
عبد الملك بن عبد الحق بن هاشم الحربي المغربي كان صالحاً معتقداً، يذكر أن أصله من الينبوع. . . وقد ولى بمكة مشيخة رباط السيد حسن بن عجلان، ومات بها في ليلة السبت