للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثامن شعبان سنة خمس وأربعين، وبنى على رأس قبره نصب بل حوط نعشه، وهو مما يزار ويتبرك. وكان يحلق لحيته وشواربه. . .

٩٣١ - في شعر البحتري

قال الصفدي في شرح اللامية: أنشدت يوماً بعض الأفاضل قول البحتري من قصيدته المشهورة:

وأزرق الصبح يبدو قبل أبيضه ... وأول الغيث قطر ثم ينسكب

فقال بدل ينسكب: (ينهمر) فقلت: كيف تصنع في الأول وهو قوله:

هذي مخايل برق خلفه مطر ... جَود وورى زناد خلفه لهب

فقال بدل لهب: (شرر) فقلت هذه القصيدة بائية، فلم يحر جواباً لكنني اعترفت له بالإحسان لسرعة الجواب في الثاني.

قلت. في القصيدة هذان البيتان:

قلب يطل على أقطاره ويد ... تمضي الأمور ونفس لهوها التعب

وما صحبتك من خوف ولا طمع ... بل الشمائل والأخلاق تصطحب

و (على أقطاره) هي رواية الديوان، وروى ابن الأثير البيت وفيه (يطل على أفكاره) ثم قال: فقوله (قلب يطل على أفكاره) من الكلمات الجوامع، ومراده بذلك أن قلبه لا تملؤه الأفكار ولا تحيط به، وإنما هو عال عليها، يصف بذلك عدم احتفاله بالفوادح وقلة مبالاته بالخطوب التي تحدث أفكاراً تستغرق القلوب، وهذه عبارة عجيبة لا يؤتي بمثلها مما يسد مسدها.

٩٣٢ - أيها الصدر قد اجتمع عندك رءوس أهل النار

النجوم الزاهرة لأبي المحاسن يوسف بن تغري بردى: وفيها (سنة ٤٨٨) توفي عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بُندار القزويني شيخ المعتزلة، كان إماماً في فنون، فسر القرآن في سبع مائة مجلد - وقيل في أربع مائة وقيل في ثلاث مائة - وكان الكتاب وقفاً في مشهد أبي حنيفة (ض) وكان رحل إلى مصر وأقام بها أربعين سنة، وكان محترماً في الدول، ظريفا حسن العشرة، صاحب نادرة. قيل: إنه دخل على نظام الملك الوزير وكان عنده أبو

<<  <  ج:
ص:  >  >>