العوامل كلها تجعل المستقبل مظلما في وجه المصالح الأجنبية، وتحملها على أن تقف أمثال هذه المواقف التي لا تعرب عن فطنة ولا كياسة من مصالح بلد ما زالت تستغل كرمه ورعايته وضعفه.
إن في هذا الموقف وأمثاله لعبرة جديدة لمصر والمصريين. وفي وسع مصر دائما - في مثل هذه الظروف على الأقل - ان تقابل هذه الخصومة بمثلها؛ فالمصريون الذين يسافرون على البواخر الأجنبية ألوف وألوف؛ ولن تتاثر شركة الملاحة المصرية و (النيل) بهذه الدعاية الوضعية؛ ولكن الشركات الأجنبية يمكن أن تتكبد خسائر فادحة يوم يقاطعها المصريون بحق، ويؤثرون عليها (النيل) وغيرها من البواخر التي نرجو أن تقتنيها مصر في أمد غير بعيد.
فلتسر شركة الملاحة المصرية، ولتسر كل شركاتنا المصرية في طريقها محفوفة بالرعاية القومية الشاملة، فان هذا العدوان لن يضيرها في شيء، ولكنه بالعكس يكسبها عطفاً جديداً، ويمدها بروح جديد لمتابعة العمل المجيد الذي تقوم به في سبيل مصر.