أرسل من قبل الحكومة الإنجليزية في مهمة تتعلق بالتجسس على مشروع خطير قيل إن حكومة روسيا تقوم به في الأوساط الهندسية - لأنهم لم يكونوا يعرفون ذلك هم أنفسهم. . .
وتكرر حادث سقوط حقيبتها اليدوية للمرة الثانية كما تكرر وقوع الشاب الإنجليزي في حبالها أيضاً. . . ولعله كان من أعجب الأمور أن يقف الخادم بجوار فانيا حين سقطت الحقيبة ومع ذلك فإنه لم يكلف نفسه مؤونة التقاطها تاركا ذلك للشاب. . . ولم يمض على ذلك الحادث غير نصف ساعة حتى كان اليوت فارنجدون يعبر للفتاة عن سروره لأن عثر على فتاة روسية ظريفة تستطيع التحدث باللغة الإنجليزية.
كان الاثنان يجلسان في شرفة الفندق ثالث يوم على لقائهما. . . قال اليوت:
- كان يجب أن ترتدي قبعة من تلك القبعات التي تغطي العينين والتي تلبسها السيدات هذه الأيام ومعطفا من الفرو السميك حتى تبرزي محاسنك الفاتنة يا فانيا. . إنني لا أعني أنك لست جميلة ولكني أعتقد أنك تكونين أجمل لو أنك. . .
فقاطعته قائلة: إنني لا أدرك ما تعني. . . إن لدي معطفاً للشتاء كما لدي قبعة. . . وفي اعتقادي أن رجال الإنجليز يعشقون الملابس لا النساء اللائي يرتدينها. . .
فصاح اليوت: لا تكوني حمقاء. . . إنني أخبرك بما سأبتاعه لك لو أنك سمحت لي بذلك الشرف. . . تعالي نرقص معاً هذا المساء.
فهتفت فانيا: سوف نرقص هنا ثم نخرج في نزهة قصيرة في موسكو وعندئذ سوف تخبرني عن قصة حياتك. . . أليس هذا ما تفعله الفتيات الإنجليزيات. . .
فقال في هدوء: بلى.
والآن وقد مضت سبعة أيام على هذا الحديث فقد بدأت فانيا تشعر بشيء من القلق والاضطراب فقد تحاشى اليوت الكلام عن نفسه وعن المركز الخطير الذي يشغله في قلم المخابرات السرية الإنجليزي. . . أجل لقد تجنب الكلام عن نفسه بصفة خاصة حتى إنه لم يطلعها على أمر تلك المكالمة التليفونية التي تلقاها من بوخارست والتي استغرقت مدة ساعة بأكملها ما بين الساعة الواحدة صباحاً والساعة الثانية صباحاً. . . فهل يا ترى كانت تلك المحادثة الطويلة لسؤال اليوت عن جو موسكو. . .
لقد قرر جاسوس المخابرات الروسية الذي استرق السمع أبان المكالمة أنها كانت عبارة