للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمريكية، ومنهم رجال الشركات ومنهم غير هؤلاء ممن يذكرون بأسمائهم ومن لا يذكرون. فماذا يفعل هؤلاء جميعاً؟ أي معروف يسدونه إلى البلاد التي طالت أقامتهم بين أهلها فعرفوهم وخبروهم؟ أليس فيهم إنسان واحد فيه قدرة على أن يعرف خفايا الدسائس اليهودية والبريطانية في بلاد مصر وبلاد الشام وفلسطين؟ أليس لأحد منهم لسان ينطق بالحق دفاعاً عن أمم يكتم الاستعمار حقها ويبطش بها بطشاً وحشياً لا رحمة فيه؟ كلا بل فيه، ولكنهم حرب علينا ولا يريدون أن يقولوا لبلادهم، وكأن بلادهم لا تريدهم أن يقولوا - وإلا ففيم صمتهم، وفيم ممالأتهم لبريطانيا ويهودها وأفاقيها جميعاً من حثالات الأمم؟ أم ترانا لا نستحق عدل الحكم العدل؟ أم نحن لسنا بأهل لأن تقال في حقوقنا كلمة تجعل الحكم العدل يتنبه إلى إن في الدنيا شعباً تبلغ عدته أكثر من مائة مليون وعشرين مليوناً من الأنفس البشرية قد ضربه الاستعمار اليهودي والبريطاني والفرنسي ضربات مبيرة مبيدة بغير شرف ولا ورع ولا إنسانية.

أيقال إن رجال الجامعات والمدارس، وهم أهل العلم والثقافة والأدب، ليسوا سوى جماعة يعيشون في سراديب العلم والفلسفة لا يعرفون ما يجري على أديم هذه الأرض؟ وإنهم لا يخالطون أحداً ولا يخالطهم أحد؟ وإنهم رجال مقنعون بالأثواب الجامعية من فرع الرأس إلى أخمص القدم، فهم عمى لا يبصرون إلا نور العلم، وصمم لا يسمعون إلا نداء الحقائق الخالدة في الفلسفة؟

كلا كلا! إنهم يسمعون ويبصرون ولكنهم لا يريدون أن يبينوا عما يسمعون وعما يبصرون، فإذا أبانوا فلن يبينوا عن الحق، بل يبينون عن خلافه مما سمعوه من أعوان بريطانيا وأشياع يهود، ويطعنون فينا كل طعن، ولا يرون بأساً من تعظيم أخطائنا وإخفاء صوابنا أو حقنا. بل يمنون علينا أن فعلوا لنا وفعلوا وهم يعلمون علم اليقين إننا لو قد كنا أحراراً في بلادنا لفعلنا لأنفسنا ما لا يستطيعون هم ولا سواهم أن يفعلوه بنا.

ثم فليخبرونا: أنحن الذين يجب علينا أن نتولى الدعاية لبلادنا في بلادهم؟ أيجب علينا أن نذهب إلى الحكم العدل الذي يرسل إلى بلاد الله سوانا من يعرف خبايا أسرارها، فنقول له بألسنتنا إن حجتنا حقنا ومظالم عدونا، فإذا به يسمع لنا ويقنع بما نقول نحن، وينسى كل ما تقول بريطانيا واليهود، وإذا الرأي العام الأمريكي قد أصبح معنا!!

<<  <  ج:
ص:  >  >>