والآن دعوني أرو لكم هذا الحلم الذي يدور حول (الخدمة - الغرامية في الحرب).
قالت الرواية: رأت السيدة فيما يرى النائم أنها توجهت إلى المستشفى العسكري الأول وأبدت للحارس الذي يقف بالباب رغبتها في مقابل كبير الأطباء (وقد أعطته اسماً لا تعرفه) لأنها ترغب في عرض خدماتها على المستشفى. وقد ضغطت السيدة على كلمة (خدمات) بطريقة فهم منها الحارس إنها تقصد بها (الخدمة الغرامية) ولما كانت المرأة متقدمة في السن فقد أفسح لها الحارس الطريق بعد قليل من التردد، ولكنها بدلاً من العثور على كبير الأطباء وجدت نفسها في حجرة مظلمة تحتوي على عدد من الضباط وأطباء الجيش جلس بعضهم حول مائدة طويلة بينما ظل البعض الآخر واقفاً. وقد توجهت المرأة إلى أحد الأطباء وأفضت إليه باقتراحها، ففهم الطبيب تواً ما تقصد إليه. وقد كانت الكلمات التي استخدمتها في الحلم هي:(إنني وكثيرات غيري من نساء وفتيات فينا لعلى استعداد في سبيل الجنود والضباط أو الرجال أن. . .) وهنا انتهت الجملة بدمدمة غير واضحة. وقد ارتسمت على وجوه الموجودين علامات تجميع بين الخبث والارتباك رأت المرأة منها إنهم فهموا ما ترمي إليه فتابعت حديثها قائلة:(إني أعلم إن هذا التصميم من جانبنا يبدو لكم شاذاً غريباً ولكني جادة كل الجد فيما أقول، فالجندي لا يسأل في المعركة إن كان يرغب في الموت أو الحياة. ثم أعقب ذلك فترة رهيبة من السكون المطبق قطعه أحد الأطباء بقوله لها، وقد تأبط خصرها بذراعه (لنفرض يا سيدتي إننا حقاً قبلنا أن. . . (دمدمة) وهنا تخلصت المرأة من ذراعه وهي تتمتم (إنهم كلهم سواء) ثم أجابت: (يا للعجب! أنني امرأة عجوز وقد لا يحدث لي هذا أبداً؛ على إن هناك شرطاً يجب أن يراعي وهو مسألة السن، بحيث لا يسمح لامرأة عجوز وشاب يافع أن. . . (دمدمة) إن هذا يصبح في غاية الفظاعة). فهز الطبيب رأسه قائلاً:(إني فاهم تماماً ما تقصدين). غير إن بعض الضباط ضجوا بالضحك فطلبت السيدة أن تؤخذ فوراً إلى كبير الأطباء الذي تعرفه حق المعرفة، حتى يوضح كل شيء في نصابه. ولكن الدهشة عقدت لسانها عندما اكتشفت أنها لا تعرف أسمه. غير إن الطبيب مع ذلك أرشدها إلى الطريق الذي يؤدي إلى الطابق العلوي في أدب جم واحترام متناه وبينا هي تصعد درجات السلم إذ وصل إلى سمعها صوت أحد الضباط يقول: هذا تصميم عظيم بلا شك. وسواء أكانت عجوزاً شمطاء أم