للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

صبية حسناء فلها الشرف العظيم على أية حال). وهنا ملأها شعور بأنها لا تقوم إلا بتأدية أبسط ما يتطلبه منها الواجب، فأخذت تصعد درجاً لا نهاية لها.

وقد تكرر هذا الحلم مرتين في خلال بضعة أسابيع مع تغييرات طفيفة هنا وهناك قالت عنها الحالة إنها عديمة الأهمية ولا معنى لها إطلاقاً:

وهذا الحلم يشبه في تسلسله أحلام اليقظة، غير إنه هناك مقاطعة في بعض المواضع. كما إن هناك كثيراً من النقط الغامضة كان من الممكن توضحيها إذا استفهمنا من الحالة عنها، ولكن هذه الخطوة لم تتخذ كما تعلمون. وإنما الغريب الذي يلفت النظر في هذا الحلم هو وقوع كثير من الفجوات لا في السرد بل في المحتوى نفسه: فهناك آثار للمحو تبدو في ثلاثة مواضع من المحتوى، وحيثما توجد هذه الفجوات فالحادثة تقاطع (بدمدمة): وبما إننا لم نقم بتحليل هذا الحلم، فليس لنا في الحقيقة إذا توخينا الدقة أن نتكهن بشيء عن معناه. غير أن نستخلص منها بعض النتائج. كما إن الحديث الذي يقطع قبل الدمدمة مباشرةً لا يحتاج لإتمامه إلا إلى نوع واحد من التركيب. فإذا قمنا بإتمام هذا الأحاديث فإننا نحصل على رؤيا خيالية مؤداها إن الحالة، تلبية لنداء الواجب، مستعدة لأن تهب نفسها لإشباع الرغبات الجنسية للجند على اختلاف درجاتهم. وهذا شيء فظيع حقاً فهو نموذج للرؤيا الجنسية المكشوفة. ولكن الحلم لا يخبرنا بشيء من هذا، فحيثما احتاج الأمر إلى هذا الاعتراف وجدنا في المحتوى الظاهر دمدمة غير واضحة، كأنما هناك شيء قد فقد أو قمع.

أظن من الواضح جداً إن السبب في قمع هذه العبارات يرجع إلى طبيعتها البشعة. والآن أين نستطيع أن نجد شبيهاً لما يحدث هنا؟ أظنكم في غير حاجة إلى البحث بعيداً في هذه الأيام، فأنتم إذا تصفحتم اليوم أي صحيفة سياسية وجدتم أن ههنا وهنا بعض الفقرات قد حذفت من الأصل وظل البياض الناصع للصحيفة يطالعكم بدلاً منها. وهذا كما تعلمون من فعل الرقيب على الصحافة، فحيثما وجدت هذه الفواصل البيضاء فمعنى ذلك إن شيئاً ما وقع رفع من هذا الموضع لعدم موافقة الرقابة على نشره. وقد تأسفون على هذا العمل لأنه مما لاشك فيه أن هذا الموضع كان يحتوي على أهم ما في الجريدة أو على (زبدة) الأخبار كما يقولون

ولكن في أحيان أخرى قد يتنبه الكاتب مقدماً إلى العبارات التي من المحتمل أن تتعرض

<<  <  ج:
ص:  >  >>