وشوقي يحن إلى مصر، ويراها صورة من الجنة وإن تهاونت في تخليصه؛ وهو يحبها لأنها مدرج طفولته وملعب صباه، ومهبط آماله، ومجال عظمته، ومولد أبنائه وأحبائه ومثوى أجداده وآبائه، ويدعو بالخير لأيامه الماضية وحياته المسعدة المواتية حيث كان هو وأحبابه جمال الحياة، صلتهم حب ووفاء، وزمانهم حافل بالسعادة والصفاء. قال:
لكن مصر - وإن أغضت على مقة - ... عين من الخلد بالكافور تسقينا
على جوانبها رفت تمائمنا ... وحول حافتها قامت رواقينا
ملاعب مرحت فيها مآربنا ... وأربع أنست فيها أمانينا