معا. وإذا سلمت المرأة من أن يغلبها الطمع على فكرها سلمت من أن يغلبها الرجل على فضيلتها. وفي النساء حواس مغناطيسية كاشفة منبهة خلقت فيهن كالوقاية الطبيعية، لتسلم بها المرأة من أن تخطر عفتها لغرض، أو تغرر بنفسها لإنسان؛ فانك لتكلم المرأة، وتزين لها ما تزين، وهي شاعرة بما في نفسك، وكأنها ترى ما في قلبك ينشأ ويتدرج تحت عينيها، وكأنه في وعاء من الزجاج الرقيق الصافي تحمله على كفك ويفضح، لا في قلب من لحم ودم تخفيه بين جنبيك فيطوي ويكتم.
وليس يبطل هداية هذه الحاسة في المرأة إلا طمعها المادي في المال والمتاع والزينة؛ فان هذا الطمع هو القوة التي يغلب بها الرجل المرأة، فبنفسها غلبها: وإذا تبذل طمع امرأةفي رجل فهي مومس، وان كانت عذراء في خدرها.
ويا عجبا! إن وجود الطبيعة في النفس غير الشعور بها؛ فليس يشعر المرأة بتمام طبيعتها النسائية إلا الزينة والمتاع وما به المتاع والزينة. فكان الحكمة قد وقتها وعرضتها في وقت معا، لتكون هي الواقعة أو المخطرة لنفسها، فبعملها تجزي، ومن عملها ما تضحك وتبكي. قالت الياقوتة: ولذا أخذت نفسي إلا اطمع في شيء من أشياء الناس، وسخوت عن كل ما في أيديهم؛ فما يتكرمون علي إلا بهلاكي، وحسبي أن يبقى لعيني قلبي ضوؤهما المبصر.
وأنا اعتمد على شهامة الرجل، فان لم أجدها علمت أني بازاء حيوان إنساني، فأتحذروه حذري من مصيبة مقبلة. وإذا جاءني وقح خلق الله وجهه الحسن مسبة له، أو خلقه هو مسبة لوجهه القبيح، ذكرت أني بعد ساعة أو ساعات أقوم إلى الصلاة، فلا يزداد مني إلا بعد وان كان بازائي، فاغلط له واتسخط، واظهر الغضب واصفعه صفعتي.
قلت: وما صفعتك؟
قالت: إنها صفعة لا تضرب الوجه ولكن تخجله.
قلت: وما هي؟
قالت الياقوتة: هي هذه الكلمة: أما تعرف يا سيدي أني أصلي وأقول (الله اكبر) فهل أنت اكبر. . .؟ أأقيم لك البرهان على صغارك وحقارتك، أأنادي الشرطي. . .؟!
تختنق بالرقص وتنتعش بالصلاة، وفي كل يوم تختنق وتنتعش. ولكني لا أزال أقول: