التمتع بقراءتها ولم أقدم على كتابة هذا الشكر الواجب إلا بعد أن فرغت من قراءتها.
وقد كانت متعة كبرى في خلال هذا الأسبوع الذي قضيته في عمل متصل إذ حملتني صورها إلى آفاق شتى من المعاني تتصل كلها بصميم النفس الإنسانية. وقد راعني فيها أسلوب رصين متين فيه السلاسة وفيه الجزالة كما راعني من صوره كثير مما يهز النفس ويدفعا إلى القصة الأولى (غريب) وإلى السادسة (هواجس) فإنها تجمع إلى الأسلوب المتين وضوح الصورة وحبك الحوادث واطراد السباق في الأسلوب بغير ما يعوق مثول أهم الأشخاص دائماً في (بذرة) الاهتمام.
فأهنئك على هذا المجهود الكبير وأرجو لكم دائماً حسن التوفيق ولك شكر مكرراً وتحياتي خالصة.
محمد فريد أبو حديد
حول (انطلى عليه):
في بريد (الرسالة) الأدبي في العدد (٧١٣) كلمة تحت عنوان (في اللغة) بإمضاء (فلسطيني) يخطئ فيها استعمال الفعل (انطلى عليه. . .) بمعنى جاز عليه، ويقول إنها جاءت عن طريق الترجمة. . .
وعليه أقول: لو إننا تركنا المعاجم أو التعابير القديمة لوجدنا كلمة (الطلاء) وهو ما يطلي به الشيء أو يدهن، لتغيير لونه الأصيل الباهت أو تضييع معالمه، ومن الممكن الجائز اشتقاق الفعل (انطلى عليه الأمر) بمعنى اغتر بطلائه دون أصله، وظن خيراً ما يمكن تحته الشر كالنار في الزند. . . ومنه يقال (انطلت عليه الحيلة) أي جازت عليه بغير تفطن إلى الأصل الذي غيبه الطلاء
وإذاً، فالتعبير على هذا الأساس صحيح لا غبار عليه ولا التباس فيه. . . والسلام.