وقال رئيس الجند: تعاليا معي لتوضحا مسلككما الحالي. . .
لقد استطاعت هذه المواطنة أن تسمع الحديث الخطير الذي دار بينكما منذ لحظة.
ولاح لفانيا إنها تشاهد إحدى المهازل. . . ولم يبق لديها شك في أنهما وقعا في الفخ
وأخيراً قالت في صوت مبحوح: لقد سمعتهما يتحادثان أيها الرئيس، ولقد استنتجت من حديثهما إنهما يتكلمان طبقاً لطريقة خاصة!. . لقد ذكرا أنهما يتوقعان محادثة تليفونية من بوردو بخصوص حالة أخي المستر أليوت الصحية.
ودق جرس التليفون في تلك اللحظة فانصرفت أنظار الجميع إلى الآلة الصغيرة الموضوعة على منضدة بجوار السرير. . . وكاد أليوت يتناول السماعة حين منعه رئيس الجند من ذلك وتناول هو السماعة ثم قال رداً على المتكلم:
- ماذا تقول. . .؟ مكالمة خارجية. . .! مستعجلة. .! تقول إنها للمستر بارنجتون. . حسن. . . ماذا؟ من بوردو. . .!
والتفت رئيس الجند حوله في غضب. . . وأخير قال لفانيا:
هل تتكلمين الفرنسية. . .؟ حسن! يمكنك أن تصغي للمتكلم. . . أخبريه أن المستر فارنجدون مريض أو بالخارج أو ما شابه ذلك. ووضعت فانيا السماعة على أذنها وبدأت تصغي. . . وقالت رداً على المتكلم:
- أجل. . سوف أخبر المسيو أليوت. . تقول إنه أحسن حالاً. . هذا بديع. . لقد كان المسيو أليوت قلقاً على أخيه. . .
- حسن! سأخبره بذلك يا سيدي. . . الوداع. . .
والتفت إلى رئيس الجند وهي تقول:
- إن المكالمة من بوردو كما ذكرت وهي مكالمة خاصة للمستر أليوت. . . إنها تقرير عن صحة أخيه. . . يلوح أننا أخطأنا يا سيدي. . . ربما أخطأت في إدراك مغزى حديثهما. . .
وبدأ الغضب واضحاً على رئيس شعبة قلم المخابرات السرية في باطوم وعض على شفتيه قهراً ثم ألقى نظرة غاضبة على أليوت والتفت إلى فانيا قائلاً:
- حقاً. . ربما أخطأت أيتها المواطنة. . . إن الإنسان معرض للخطأ. . . وعلى ذلك