تضمنت الآيات خبرين عن المستقبل صادقين، انتصار الروم وانتصار المسلمين، وتضمنت كذلك أنهما يقعان في وقت واحد.
(ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) ولكن مشيئته جرت على أن ينصر من يأخذ بوسائل النصر، وفي القران الكريم:(ولينصرن الله من ينصره). (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)، (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا اللهينصركم ويثبت أقدامكم).
فنصر الله لا يؤتاه من أساء عملا، أو قعد عن التوسل إلى النصر بوسائله، أو أخذ بأسباب الهزيمة، سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تحويلا.
(وعد الله لا يخلف الله وعده).
هذا هو الوعد الذي في قوله: ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وهو مطابق لوعد الله العام وسنته الدائمة أن ينصر المؤمنين ويؤيد المجاهدين، ويمكن الصالحين، (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات - إلى - فأولئك هم الفاسقون). (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون). (الذين إن مكناهم في الأرض - إلى عاقبة الأمور).
فلا يقعد أحد ويرجو ثواب الساعين، ولا يفرط وينظر جزاء المجدين ولا يقصر ويبغ أجر المجاهدين، (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى - إلى - الأوفى.
(ولكن أكثر الناس لا يعلمون - إلى - غافلون).
أكثر الناس لا يعلمون سنن الله في خلقه، ونصره المؤمنين وتمكنيه الصالحين وهم غافلون عن القوانين الإلهية، والسنن التي يسير الخالق عليها عباده. وما قدره لأهل الخير وأهل الشر، وأنصار الحق، وأنصار الباطل. غافلون عن أن لله وعداً وأن وعده لا يخلف وسنته لا تبدل. عليها سارت الأمم، وتعاقبت الدول، وتقلبت الأمم، وتغيرت الجماعات، ولم تتبدل أو تتحول. أكثر الناس في غفلة عن هذا. (لم يتفكروا فيها ولم ينعموا النظر وأخذوا الأمور بالظن، وقاسوها بالوهم)، (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله).
(إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون).
أكثر الناس لا يعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا، أمور من المحسات عرفوها بالممارسة، والتعود، أدركوها بالتقلب في المعاش، والتجربة. وهم في غفلة عن الحقائق الكبرى، التي