ليرى النتيجة. وكان يعرف إنه يعرض نفسه باختياره للتجمد ليدرك استجابات العقل في مثل هذه الحالة وكان يرقبه خارج الثلاجة أحد اتباعه، فلما رآه يفقد وعيه لفه في أغطية صوفية وأسقاه مشروبات ساخنة ليفيق. وقد كرر السير باركروفت تجربته.
ووصفها يقوله إن ما ذكره عن محاولتي خفض درجة حرارة جسمي قليل. ففي كل من التجربتين اللتين قمت بهما أحسست بلحظة تغير خلالها كل مظهري العقلي. فعندما كنت راقداً عاريا في الثلاجة كنت ارتعش، وكانت مفاصلي تنتفض رغماً عني في محاولاتها القيام كما أحسست تماماً بالبرد الشديد.
(وجاءت فترة مددت فيها ساقي، وغادرني الإحساس بالبرد وأعقبه شعور لطيف بالدف. ولعل كلمة (تشميس) أو (اصطلاء) هي انسب تعبير لحالتي فقد كنت أتشمس بالصقيع. وفي اللحظة التي توقف فيها ارتعاش جسمي بدأت الطبيعة البشرية في قتال عنيف لتقاوم استمرار التجربة. استيقظت كل غريزتي وكان من الضروري بذل جهد جبار حتى استمر. ومضت هذه اللحظة فرضيت عن نفسي في غبطة لأن تأثير الغريزة زال.
وشعرت بأنني وصلت إلى ذروة الحالة التي يصل إليها المسافرون حينما يكرهون على النوم في الصقيع في أقسى برودته وهم واثقون انهم لن يستيقظوا أبدا)
(وأدركت تغييراً أخرا في حالتي العقلية العامة، فإن الخجل الطبيعي من إن شخصاً يشترك في التجربة سيدخل الغرفة ليجدني عارياً قد اختفى تماماً. لقد تغير الحياء الطبيعي لأي شي لا أدري ما هو. ونم الجلي إن الإنسان يجب أن يكون شديد الحذر من انطلاق العقل. وهذه هي النقطة التي عرفتها فإن أرقى أجزاء الجهاز العصبي المركزي كانت أول ما تعرض للإرهاق حتى زالت موازينها.
تأثير الحرارة
أما ما يحل بالمخ إذا حدث العكس ورفعت درجة الحرارة، فكان موضوع التجربة التي قام بها هارفي ستون، وأسفرت عن استرخاء العضلات والنعاس واسترسال العقل في سبات عميق وما تحولت عنه إلى نوبات اضطراب وقلق.
وقد وصف التجربة بقوله (إن قراءة كتاب أو الجلوس في وضع واحد كانت من الأشياء المرهقة، وكان البقاء في وضع مريح يحتاج إلى قوة إرادة ملموسة. كما أن تلمس الراحة