للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتزول من الوجود دول التتار وعظمة الخان، ولكن ملايين الخلق من القفجاق والعناصر المغولية والأسيوية قد استوطنت روسيا الأوربية منذ قديم الزمن وتركت عوائدها وتقاليدها وآثرت الحياة الفكرية والتكوين العقلي وصبغت اللغة والأناشيد، إن هذا التأثير كان قوياً عميقاً لدرجة أكثر من أن يعترف بها الروس أو يحاول أن يشعر بها أو يسلم بها الباحثون في شؤون روسيا من أهل أوربا الغربية لأنها تقلب المقاييس والقواعد.

ذلك لأن روسيا بأكملها خضعت لخانات المغول الذين حكموها وامتد سلطانهم إلى ما وراء غاليسيا وأتى وقت لم يبق للروس غير نوفو جورود، ثم خضعت هي بدورها، ولذلك يقول الدكتور رابوربورت صاحب (تاريخ روسيا) ومؤلف كتاب (لعنة الرومانوف)

(موسكو وارثة المغول، كان القيصر الوارث الروحي لأمراء المغول الذي تجري دماؤهم في عروقه، أن جودونوف كان مغوليا وكان القياصرة يفخرون بأنهم أصحاب عرش القفجاق).

وفي تعليقات الأمير شكيب على ابن خلدون يقول (أما الروس فكانوا يفرقون دائماً بين القفجاق وغيرهم، فكانوا يطلقون من أواسط القرن الثاني عشر المسيحي على جميع أصناف الترك ما عدا القفجاق سرنيكلوبوكي أي (الطرابيش السود) وهذا دليل على أنهم قدماء في تلك الأرض.

في القرن السادس الهجري وصل أحد أمراء القفجاق إلى جند من أجناد المسلمين فقال واحد منهم (رزقه الله الإسلام) فأسلم القفجاق ودخلوا الدين الحنيف. والآن في القرن العشرين نقول (هل يأتي وقت يذكرون فيه أنهم كانوا مسلمين) مرة أخرى (رزقهم الله الإسلام).

أحمد رمزي

<<  <  ج:
ص:  >  >>