من متحف الدولة أو متحف جامعة الدول العربية مثل. وأني أرجح اشتراك دول الجامعة كلها في نفقات الحفرحتى لا تتسرب الآثار إلى الخارج فتنتقل إلى المتاحف الأوربية أو الأمريكية، وأن تكون عمليات الحفر بأشراف المتخصصين العرب.
ولما كان المؤتمر لم يعقد بعد وأن هناك متسعاً من الوقت لتدارك الحال أرجو من اللجنة الثقافية أن تهتم بهذه الناحية اهتماما كبيرا بان تجعل في رأس المواد التي ستدرس في المؤتمر موضوع دراسة الآثار العربية القديمة، وان ترجو من دول الجامعة ولا سيما اليمن والمملكة السعودية بذل العناية لخدمة التاريخ العربي القديم، وأن تطلب من المتخصصين العرب أو المستشرقين التطوع للقيام بحفريات علمية أو دراسة الأطلال الموجودة تمهيدا للقيام بالحفر، وأن تمنع الناس من نبش تلك الأطلال لسرقة الآثار أو هدمها لاستعمالها مادة للبناء. فالعبث بهذه الآثار عبث بتاريخ الأمة العربية الذي نريد إحياءه. وأن تقوم الجامعة بتخصيص المبالغ لإرسال المتخصصين إلى مواقع الآثار كما فعلت بإرسال نفر من العارفين بالمخطوطات إلى سوريا لتصوير ما هو موجود من المخطوطات.
وأن تخصص في قائمة المحاضرات مكاناً للتاريخ العربي قبل الإسلام وأن نرجو بهذه المناسبة من الذين سيمثلون دول الجامعة في مؤتمر الآثار توجيه أنظارهم نحو خدمة كإثر عربي قديم، وأن يكون لآثار العرب نفس الحظ الذي نالته الآثار القديمة الأخرى في الأقل، وإن كنت أطلب المزيد لأنه تاريخنا المباشر، ولأنه يوازي الآثار الأخرى في القدم والدرجة، إذ أن من العار على العرب أن يتركوا متاحفهم عارية من آثارهم وهي كثيرة مطمورة فيتصور العالم أنهمأمةهمجية لم يتكون لها تاريخ قبل الإسلام وانهم كانوا عالة على حضارات الأمم الأخرى أو أنهم كانوا نقلة تعوزهم قوة الإبداع والابتكار.