لقد تفضل جلالة مولانا الملك، ترجمان الأمة الصادق، ولسانها الناطق، فأجاب عن هذا السؤال الذي يختلج في صدر كل مغربي، وقلب كل عربي في تصريحه الأخير لرجال الصحافة قبيل مغادرته لمدينة طنجة. قال جلالة الملك المحبوب:
(. . . ومن جهة أخرى، فإن المغرب يحرص أشد الحرص على تمتين صلات الود مع جميع البلاد التي حاربت من اجل الحرية، ولا تزال تواصل الكفاح في سبيل نجاح قضيتها، أن المغرب ليأمل بكل ما أوتي من قوة، أن ينال حقوقه كاملة. ومن الواضح الجلي أن المغرب بلد عربي، مرتبط مع بقية بلاد الشرق العربي بروابط قوية متينة، وإنه يرغب في أن تتقوى هذه الروابط يوما بعد يوم، خصوصا منذ أن أصبحت (الجامعة العربية) تلعب دورا هاما في السياسة العالمية. وأننا لمقتنعون بأن الصلات الثقافية ستساهم بقسط وافر في تحقيق هذا الاتحاد. وهذه هي الأسباب التي تحدو بنا إلى إنشاء مؤسسات للتعليم العالي لإنارة عقول الشعب المغربي، تكون برامجها مستمدة من برامج التعليم في جامعات القاهرة والشام ولبنان والعراق.
إن همنا الأكبر منذ اعتلائنا العرش المغربي هو أن نمنح رعايانا نعمة التمتع بالحقوق الديموقراطية التي يصبون أليها. وأن أملنا أن أملنا القوي في الحصول على هدفنا الأسمى الذي سنواصل السعي لإدراكه).
هذه تصريحات جلالة الملك المفدى لرجال الصحافة الأجنبية. وهي كما ترى - قد حددت الاتجاه، وكانت القول الفصل في هذه المسألة التي أثارت مخاوف وشكوكا، سرعان ما انقشعت وتبخرت في مهاب الرياح. فما على شعبنا العزيز، إلا أن يقتفي الطريق التي اختطها له جلالة العاهل العظيم، والرائد الخبير، ويسير على النهج الذي سنه له. واضح المعالم، موفق الخطى.