للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد سمعت في بعض المجالس الأدبية على هذا الموضوع فوجدت الكثيرين يوافقون الأستاذ العقاد على صميم نقده، وإن كان الكثيرون لا يرون رأيه في الإعلان عن إنتاجه بنفسه مع تقديرهم له وإحلاله محله اللائق به، أما اتهامه اللجنة بالقصد على مجاوزته في منح الجائزة فهو من قبيل الحكم على النيات.

الشعبة الثقافية العالمية:

كانت بعض المدن الأوربية في أثناء الحرب الماضية موئل كثير من رجال الأمم التي غلبت على امرها، وفيهم وزراء المعارف في هذه الأمم ورؤساء الهيئات الثقافية والتعليمية، فكان ذلك داعيا إلى التفكير في تكوين هيئة ثقافية عالمية تكون شعبة من هيئة الأمم المتحدة، وولدت هذه الفكرة في لندن سنة ١٩٤٥ وتألفت الشعبة فعلا ووسعت مدى الانضمام إليها بإباحته لمندوبي الأمم غير المشتركة في هيئة الأمم المتحدة، وواصلت نشاطها في سان فرانسسكو، حتى اقتنعت هيئة الأمم بفكرتها واعتمدتها من شعبها بمقتضى المادة (٥٧) من ميثاقها. ثم انتقلت الشعبة بعد ذلك إلى باريس حيث اخذ في تنظيم أعمالها ووضع الخطط التي تكفل تأدية رسالتها.

وفي مساء الاثنين الماضي وبنادي الخريجين المصري تحدث الدكتور محمد عوض محمد بك رئيس قسم العلوم الاجتماعية بتلك الشعبة في (رسالة الشعبة الثقافية في هيئة الأمم المتحدة) فبين أغراضها التي تتلخص في تثقيف الناشئة والكبار تثقيفا إنسانيا يرمي إلى خدمة قضية السلم العالمي ببث الأفكار الصحيحة والتقريب الثقافي بين أبناء العالم، لا فرق في ذلك بين الشعوب والأجناس، فتنتفي الأفكار المخطئة ويجنب الناشئون التربية التي تحض على كراهية الشعوب الأخرى، مما كان يؤدي إلى سوء التفاهم فالحروب.

وقال المحاضر إن هيئة الأمم إذا كانت تعالج المشاكل السياسية والاقتصادية فإن الشعبة الثقافية تريد وقاية العالم من هذه المشاكل.

ثم أفاض الدكتور عوض في الحديث عما أقامت به الشعبة في باريس فقال أنها جعلت لكل فرع قسما مختصا، فهناك قسم الصحافة والإذاعة والسينما، وقسم التربية، وقسم الآداب والفنون، وقسم العوم الاجتماعية، وقسم العلوم الطبيعية، وأخذ كل قسم يبحث فيما خصص له، ومن الأمثلة التي ذكرها بنشاط هذه الأقسام وبيان عملها موضوع الآداب المقارن الذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>