والمنطق والأصول، أحاديث السخرية والعبث، ثم كانت تعلق على إقبال المقبلين وانصراف المنصرفين، وعلى ما يكون بينهم من تفاوت في الأشكال والأزياء والسمات. تذهب في هذا كله مذهب النقد أو مذهب العبث والتشنيع، لا تحفل ولا تأبه لأحد ولا تتحرج من لفظ!)
واتصلت هذه البيئة ببيئة أدبية جديدة من طراز أخر هي (الجريدة) التي كانت يديرها أستاذ الجيل (أحمد لطفي) السيد باشات الذي كان يحدثهم عن مونسكيو، وروسو وفولكير، وجولسيمون. وكانت (الجريدة) ملتقى الشباب من الأزهر ومن المدارس العليا يزخر بهم مكتب مديرها معممين ومطربشين، يقول الدكتور (وكذلك التقى الشباب) الناشئ بعضهم ببعض فأخذت الأسوار تنهار بعض العمائم والطرابيش، والتقوا بالشباب الناضج والكهول والشيوخ من إعلام الحياة المصرية على اختلاف فروعها، فأخذ دم جديد يدور في جيل جديد من المصريين) ويتقدم الزمن وتتعاقب السنون وتتخذ هذه البيئة الجديدة في نفسها ناديا أخر في دار العبد الرازق التي أثرت في الحياة العقلية المصرية أقوى أثر وأبقاه.
ولا شك أن خرجي هذه البيئة في مقدمة اللذين قادوا الحركة الفكرية ووجهوا النهضة الأدبية في صدر هذا القرن - لذلك رأينا أن نسجل هنا بعض تضمنته من حديثها ما قال الدكتور طه حسين بك الذي أحسنت به (المصور) إلى المجتمع الأدبي في عددها (المجتمع المصري)