للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كفر بالخلود والأدب كله (وطلع في دماغه) أن ينكر أنه أديب.

أفيكون الأستاذ المازنى قد رجع عن تجريد نفسه من الشاعرية إذ يعترف الآن بأنهشاعر؟ وكل ما في الأمر أنه مورط بما اقره من مكره الذي كانت نتيجته كما قال الأستاذ الاتقاد: (أن يصغي الناس إلى المطيبين في ركاب المغنيات والمغنين، ولا يصغوا إلى المازنى في أغانيه وأناشيده، ولا إلى المازنى في مترجماته التي لو نظمها الخيام أو هاينى أو شيكسبير عربية فصيحة لما جاوزه في التجويد والإتقان)

ولكن هل يستطيع الأستاذ المازنى أن يتلافي (مكرته) ويخرج من ورطته فيعود إلى قرض الشعر؟ ما احسبه يستطيع، فقد اكتفى الناس منهأيضاً بما بلغة من الشان في الكتابة، وذلك حسب الناس وحسبه، وهو الذي طغى على شعره، ولولا لكان من المحتمل أن يتلمسوه حيث يقبع هاربا ويحملوه إلى الطليعة في أول الصفوف ليقوم بدور (الشاعر على رغم انفه).

نواة الجيل الأدبي

خصت مجلة (المصور) الأدب بصفحة من صفحات عددها الخاص (المجتمع المصري) كتبها الدكتور طه حسين بك تحت عنوان (بعض بيئاتنا الأدبية) ويعتبر هذا المقال - على وجازته - الفصل الأول في تاريخ أدبنا الحديث. فهو حدثنا عن نواة النهضة الأدبية التي نبتت في مستهل القرن العشرين والتي اطرد نموها حتى أثمرت الأدب العربي الحديث الذي اصبح يعد أدبا من الآداب العالمية الكبرى.

يحدثنا الدكتور طه عن البيئة الأدبية الأولى التي اتخذت لها مكانا مختارا في الممر الضيق الذي يفصل بين إدارة الأزهر القديمة وبين الرواق العباسي في مدخل الجامع الأزهر حيث كان مجلس جماعة من الأزهريين يعرف الناس منهم في هذا الجيل (محمود حسين الزناتي، وأحمد حسن الزيات، وطه حسين)

كانوا يختلفون على ذلك الممر قبل أن يرتفع الضحى لينتظروا درس الأستاذ المرصفي في الأدب، وبعد صلاة العصر لانتظار درس الأستاذ آلاما في البلاغة وتفسير القرآن الكريم.

يقول الدكتور: (وكانت هذه الجماعة تتحدث حين تلتقي بما تسمع من الأستاذين - أحدهما أو كليهما أحاديث الإعجاب والاكبار، وبما تسمع من الأساتذة آخرين في الفقه والنحو

<<  <  ج:
ص:  >  >>