علماء الشيعة) بالرغم من أن هذا الكتاب هو طبعة ثانية لكتاب صدر منذ ستة عشر عاماً. فإن مجرد وجوده دون هذا التعليق كان دليلاً على أن النزاع سيظل قائماً والجدل سوف لا ينتهي إلى حد. ولهذا فقد أحسنت يا سيدي صنعاً. وان حرصك يا سيدي على الوحدة والتئام شمل المسلمين في هذا الطرف العصيب لما هو جدير بالتقدير ولكن قل من يعرف المواقف وما تقتضيه في هذا الزمن.
وإن رغبتك يا سيدي في نبذ الجدل بين السنيين والشيعيين لمما يقتضيه الموقف في هذه الظروف الحاضرة، ولكن هنالك في التاريخ الإسلامي سابقة هي أن العالم الإسلامي أتحد في ظرف عصيب على يد شخصية بارزة إلا هو البطل صلاح الدين الأيوبي - طيب الله ثراه - اجتمع العالم الإسلامي كله من سنيين وشيعيين لمواجهة خطر داهم، إلا وهو الخطر الصليبي. وهذا الخطر يهدد الأمم العربية اليوم ولكن بصورة أخرى. فالقوى الاستعمارية تريد أن تكيف العالم كما تريد. وتريد أن تجعل فلسطين العربية طعماً خالصاً لليهود! لا لشيء سوى أن الدول الكبرى تريد أن تهيئ لليهود وطناً في أرض مقدسة ليست لليهود وحدهم وتأبى أن تستقل فلسطين العربية دماً ولحماً.
لقد أحسنت يا مولاي بقرع جرس الخطر وبالنداء للوحدة والتكتل. فعسى أن يفيق القوم من سباتهم العميق ويهبوا ليحملوا السلاح للدفاع عن فلسطين وليستعدوا مجدهم التالد الخالد. ويا حبذا لو ذكر لنا أستاذنا العلامة المحقق أحمد رمزي بك طرفاً من حياة صلاح الدين وتوحيده شمل العالم الإسلامي ومقاومته للصلبيين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شفيق أحمد عبد القادر
كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول
كلمة صغيرة: -
كان بودي أن تكون كلمتي في الرد على الأستاذ طاهر الجبلاوي هي الأخيرة لولا شبهه صغيرة أتى بها في رده الأخير، رأيت أن أوضحها إظهاراً للحق - فقد أراد الأستاذ أن يثبت صحة ترجمته بالوعي الروحي بأن الوعي هنا بمعنى الضمير استشهاداً بالآية الكريمة (والله أعلم بما يوعون) أي يضمرون. . . وليسمح لي الأستاذ أن اقدم أمامه هاتين