الذي أشتاق لقاءه وهو ينتظرني ويرجوني أن أذهب أليه. فلم أضيع الحياة الوحيدة الصالحة لي احتفاظاً بعقد زواج مجرد من الحب؟
ومع ذلك لم أكن لأستطيع التفكير في هجر ابنتي (سو) وكنت أعلم أنني إذا حاولت أخذها من (روني) فإنه يقدم على كل مستحيل للحيلولة دون ذلك.
وهناك إلى جانب ذلك شعوري الشخصي بروح العدل والأنصاف لا يسمح لي بأن آخذ الشيء الوحيد الذي يعيش من أجله في هذا العالم وما كانت القسوة لتبلغ بي إلى حد أن آخذ (تيد) ولا أترك (لروني) شيئاً. كذلك لم أكن لأسمح لنفسي بأن أعرض (سو) للحياة في مركز حربي ببلاد نائية حتى لو استطعت أن أخرج بها من هذه البلاد.
احتفظت بخطابات (تيد) وكنت أكرر قراءتها المرة بعد الأخرى باحثة عن حل لهذا الأشكال، وكنت في كل يوم أعتزم أن أحرق هذه الخطابات، ولكنها كانت جميلة جداً وكان حرقها في نظري أشبه بالتخلص من الحب الذي كنت متعطشة إليه، بعد أن أصبح بين يدي. فكان احتفاظي بهذه الخطابات هو الغلطة الكبيرة الثالثة التي ارتكبتها. فقد كنت أدرك جيداً الخطر من وجودها عندي، وكنت في خوف دائم من أن يعثر (روني) عليها ولو أنها كانت محفوظة في صندوقي المقفل.
وفي يوم من الأيام انحنيت فوق الصندوق أبحث عن شيء من القصاصات لأجعل منها ملابس لعرائس (سو) وكانت (سو) إلى جانبي فمالت إلى نصفها داخل الصندوق وقالت بلهجة الطفولة العذبة (ورق).
ولم تسترع هذه الكلمة نظري بادئ الامر، ولكن بعد بضع دقائق كانت (سو) جالسة على الأرض تعبث ببعض الأوراق عندما دخل روني الغرفة.
فأغلقت الصندوق مسرعة وقد دق قلبي دقاته العنيفة وهو يقول:
- لقد عدت لأخبرك أنني لن أحضر الغداء اليوم هنا.
ثم حمل (سو) بين يديه وقبلها، وهو يقول:
- كيف حال ابنتي الصغيرة. . أترسمين؟ ألا فدعي أباك يرى ما عملت)
وعلى حين فجأة وفي ثورة جنونية عرفت ما كان في يدها، فصحت في حماقة بالغة:
- لا. . أريد أن أقول. . إنها لا شئ. . هاتها لي) فنظر روني إلي نظرة غريبة. . ثم