وكلا وألف مرة كلا كما يقول خطباء الحماسة إذا كان العجيب هو الشائع المخالف للمعقول.
ولك أن تقول إن بلاد العجائب فيها مائة وعشرون مليوناً عجيبون ورجل واحد غير عجيب.
فيقول الناس كلهم: عجيب عجيب، ولا تسلم أنت يومئذ من تهمة العجب أو من تهمة الجنون.
على إن المرأة هنا أعجب من الرجل والله
ولو لم تكن أعجب منه لأخذت بتلابيبه وجرته إلى القضاء وملأت عليه الدنيا صخباً ولجباً كما فعلت إمرة الفيلسوف الروسي تولستوي، أو كما فعلها من قبلها نساء الأجاويد من العرب، وكلهن يلمن على ترك الغنى وكسب الدعة والثناء.
رجل عجيب وامرأة أعجب، وعالم أعجب من الرجل والمرأة معاً لأنه يعجب في غير عجب، وكان من حقه أن يصنع كما صنعا فلا يبتلي بشحاذين من ذلك الطراز، ولا بنزاع على الحقوق من قبيل النزاع الذي يقود الى مثل ذلك الإدعاء، فلا يسمع معه صوت للواجب ولا للأنصاف