التهمة أنه مخلوق عجيب.
على انه الحق عجيب بين الناس لأنه نادر المثال بينهم، لا لأنه غير مفهوم أو لأنه منحرف عن منهاج العقل السليم.
فالعقل كل العقل ما صنع وحده.
والعجب كل العجب ما يصنعه جميع الناس في كل مكان.
لأن الناس لا يعجبون لرجل يودع عشرين مليوناً من الذهب في مصرف من المصارف ولا يحتاج إلى درهم منها لنفقة يومه أو غد، أو لنفقة أحد ممن تلزمه النفقة عليه.
وما الفرق بين عشرين مليوناً من الذهب باسمك أنت وعشرين مليوناً من الذهب باسم رجل آخر تعرفه أو لا تعرفه بين مخلوقات الله الذين يحسبون بالملايين.
ما الفرق بين مال تملكه ومال لا تملكه على هذا الحساب؟
ما الفرق بين مليم تستغني عنه وألف مليون من الدنانير تستغني عنها؟
لا فرق بينهما في حساب العقل السليم.
بل ربما كان الفرق في هذه الحالة أن المليم أفضل وأوفر من ألف المليون.
لأن هم المليم في التفكير والحساب أهون من هم الألوف والمئات والعشرات.
وكل ما هناك انه تنافس على الهباء أو بطر ومزاح في تلفيق المخاوف والأخطار
تنافس على الهباء ليقال إن صاحب الألف أغنى من صاحب المائة أو العشرة.
وبطر أو مزاح في تلفيق المخاوف والأخطار، لأنك تضحك من تلك المخاوف والأخطار لو لم تكن قادراً على توهم الحاجة واختلاقها من العدم، وأنت لا تخلقها من العدم لو استغنيت عنها واستغنيت عن تلك الأموال.
غنى من الوهم تدفع به حاجة من الوهم. فأنت في عناك وفي حاجتك من الواهمين.
وإنما الغني الصحيح كل مال تحول في نفسك إلى إحساس صحيح. فلا قيمة لمال لا يمثله في خزانة النفس رصيد من الإحساس، وكل ما فيخزائن الأرض من الذهب والفضة هو مالك أنت إذا كان قصاراك من المال أن تجمعه في خزانه أو تكتبه في أوراق المصرف بحروف اسمك بدلا من سائر الحروف.
أكان (البرت لايت) عجيباً كما وصفته الصحفووصفه قراء الخبر من المغرب والمشرق؟