للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكون في متنه غلط أو نحوه، كما تقرر هذا في علم مصطلح الحديث، أما طلب الأستاذ أن ينظر في غير هذا الحديث من كتابه فيمنع منه أن مجلة الرسالة لا تتسع له.

عبد المتعال الصعيدي

إلى الأستاذ الطنطاوي:

أتقول - أيها الأستاذ الفاضل - إن (مؤلف الكتاب - السبيتي - لا يسوق ما ساقه على أنه رأى له، بل على أنه معتقد الشيعة وأن المعتمد عندهم، وأنت تصدقه في ذلك ما لم تر علماء الشيعة يكذبونه وينكرونه عليه).

فتعال معي - حفظك الله - لأدلك على الشباب المثقف في مدينتنا - التي تعد أهم مراكز الشيعة في العراق - لترى أنه لا يعير هذه التقاليد والعقائد اهتمامه بل هو راغب عنها، ثائر عليها، ولا يهتم بهذه النعرة - الطائفية الأثيمة - الجالبة الشر إلينا وعلينا، لأنه عرفها من عمل (المستعمر) الغاشم وأذنابه، ودرى أنها ليست نتيجة للتفكير.

وكن على يقين ثابت من قولي من أن هذا الكتاب - تحت راية الحق - الذي كان بين يديك قبل مدة وقرأته وعلقت عليه، لم يقراه شباب الشيعة المثقف عندنا، ولا يحاول أن يطلع على كتاب - كهذا - يحوي بين دفتيه سفساف الأمور، وأشياء لا تجلب للمسلمين سوى الضرر. وأنهم عجبوا منك حينا طرقت هذا الموضوع، في صحيفة تخدم الأدب والعلم والفن وحقيق بنا أن نعجب!

عفواً، (إن إخوانكم الشيعة لا يعتقدون إن المهاجرين والأنصار لم تصف نفوسهم لفهم الدين، ولم تصل إلى أعماق قلوبهم، وهم يرونهم - كما ترونهم - أئمة الهدى وورثة الرسول) والشباب الواعي لا يسب الصحابة لأنه يراهم (خلاصة الإنسانية ولباب البشر) ولأنه واثق إن الدين الحنيف قام على أكتافهم وشيدت دعائمه ببذل جهودهم المشكورة.

وبعد فإنني لم أرد - بهذا المقال - الدفاع عن الشيعة بل إنما أردت أن أقول الحقيقة، وأدعو المسلمين كافة إلى نبذ أمثال هذه الكتب المفرقة، فحسبنا هذا الاختلاف أربعة عشر قرنا.

فقد اتحد أقوام من أديان مختلفة وانضموا تحت لواء واحد، وبقينا نتنازع، وانقلبنا شيعا بعد

<<  <  ج:
ص:  >  >>