للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كان يقوم مقام المجسطي والرسائل التي ألفها علماء بغداد سابقا. ويقول سوتر الشهير في دائرة المعارف الإسلامية: (ومن المؤسف حقا انه لم يصل إلينا كاملا، وقد نشر وترجم (كوسان) بعض فصول هذا الزيج التي فيها أرصاد الفلكيين القدماء، وأرصاد ابن يونس نفسه عن الخسوف والكسوف واقتران الكواكب). وكان قصده من هذا الزيج أن يتحقق من أرصاد الذين تقدموا وأقوالهم في الثوابت الفلكية، وان يكمل ما فاتهم، وان يضع ذلك في مجلد كبير جامع (يدل على أن صاحبه كان اعلم الناس بالحساب والتسيير). وابن يونس هو الذي رصد كسوف الشمس وخسوف القمر في القاهرة حوالي سنة ١٩٧٨م، واثبت منها تزايد حركة القمر، وحسب ميل دائر البروج، فجاء حسابه اقرب ما عرف إلى أن أتقنت آلات الرصد الحديثة.

وأصلح ابن يونس زيج يحيى بن أبي منصور، وعلى هذا الإصلاح كان تعويل أهل مصر في تقويم الكواكب في القرن الخامس للهجرة.

وبرع ابن يونس في المثلثات وأجاد فيها، وبحوثه فيها فاقت بحوث كثيرين من العلماء، وكانت معتبرة عند الرياضيين، ولها قيمتها الكبيرة في تقديم علم المثلثات. وقد حل أعمالا صعبة في المثلثات الكروية واستعان في حلها بالمسقط العمودي للكرة السماوية على كل من المستوى الأفقي ومستوى الزوال. وهو أول من استطاع ان يتوصل إلى إيجاد القانون الآتي في المثلثات الكروية:

١ ١

جتاس جتاص=_ جتا (س + ص) +__ (س - ص)

٢٢

وكان لهذا القانون قيمة كبرى عند علماء الفلك قبل اكتشاف اللوغارتمات، إذ يمكن بواسطته تحويل عمليات الضرب إلى عمليات جمع، وفي هذا بعض التسهيل لحلول كثير من المسائل الطويلة المعقدة. وفي زمن ابن يونس استعملت الخطوط المماسة في مساحة المثلثات. ويقول سيديو: (ولبث ابن يونس يستعمل في سنة ٩٧٩ إلى سنة ١٠٠٨م إضلالاً أي خطوطا مماسة، وإظلال تمام حسب بها جداول عنده تعرف بالجداول الستينية، واخترع حساب الأقواس التي تسهل قوانين التقويم وتريح من كثرة استخراج الجذور المربعة. . .)

<<  <  ج:
ص:  >  >>