إلى آخر تلك المقدمة التي تعتبر آية من آيات شوقي الخالدة.
وثر حافظ إبراهيم أيضا، وتناول رزوفلت بقصيدة من قصائده الوطنية النارية، ولكن هذه القصيدة لا توجد في ديوانه الذي طبعته الوزارة، وقد سبق أن نشرتها في (الرسالة) مع بعض القصائد والمقطوعات المنسية لحافظ إبراهيم. . .
هذا أمر يهمنا:
تنشر جريدة (المصري) سلسلة من التحقيقات الصحفية عن الحالة في بلاد المغرب الأقصى قام بها الأستاذ إبراهيم موسى الصحفي المعروف، وقد عرض الأستاذ في كتاباته إلى الحديث عن الحياة الثقافية وما يفرض عليها من الحجر الاستعماري في تلك البلاد فقال:(ووجدت مع أحد الزعماء كتبا مصرية قديمة من النوع المستعمل وكانت عليها كتابة تدل على أنها لرجل آخر في طنجة من ثلاث سنوات، وكان الزعيم المغربي شديد الفرح بها وقد دهشت حين علمت أن سبب فرحه هو إنه هربها معه من طنجة لأن الفرنسيين لا يسمحون بدخول الكتب العربية إلى المغرب إلا إذا كانت توافق مزاجهم وقليلا ما يجدون ما يلائم هذا المزاج الرقيق. . .)
ثم قال الكاتب:(وقال لي هذا الزعيم انك لا تتصور مقدار العذاب الذي يعيش فيه رجال الصحافة والعلم في هذه البلاد إذ لا ينشر كتاب ولا صحيفة بدون رقابة وكثيراً ما تخرج الصحف ونصف صفحاتها بيضاء وقد كتب عليها - حذفته الرقابة - بل لا يمكن أن يقبل كتاب في مطبعة قبل تسليم النسخة الأصلية إلى الرقابة وحدث مرة أن الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله المحرر بجريدة العلم وضع كتاباً في الجغرافيا فبقيت النسخة الخطية في الرقابة سنتين - نعم سنتين - بقصد التعطيل ثم افرج عن الكتاب بعد تعديلات ومساع كثيرة ومن أمثلة هذه التعديلات انه كان في الكتاب فصل اسمه (المغرب في عهد الاستقلال) ويقصد الكاتب بذلك العهد السابق للعهد الفرنسي فأصرت الرقابة على تغيير العنوان إلى - المغرب قبل الحماية - ولما رضى المؤلف بذلك سمحوا بطبع الكتاب. .)
قلت: وهذه حال تهمنا فمن الواجب على رجال الأدب والعلم وحملة الأقلام في مصر وفي جميع العالم العربي أن يفزعوا لها وأن يقفوا منها موقفاً حازماً لأنها مصادرة للحياة