ملهاة والى أدب تحليلي أو وجداني أو مسرحي، أو إلى أدب إبداع وأدب اتباع والى أدب فلسفي وقصصي، وأدب تبشير وأدب سياسة وكثير من غيرها مما يكبر عن التقسيم الأول ويطول عليه بسبب إن ذلك التقسيم صادر على سبيل الحصر وهذا صادر على سبيل الإطلاق.
وكما إن لذلك التقسيم أنصارا ومنتقدين فإن لهذا أنصارا ومنتقدين؛ وكما أن ذلك التقسيم على شدة وضوحه وتعين حدوده موضع لبعض الانتقاد ما دام يستمد فوارقه وضوابطه عن طريق التبعيض والتكتيل. . . فهو لا قبل له بما يضطلع به التقسيم الأساسي الذي يحتوي في بطونه وثناياه ألوان الأدب وأفاعيل الزمان وأشتات الموضوعات وأصناف الأبواب السالفة الذكر، ومن أجل ذلك أضحى لزاما أن يبدأ التقسيم هذا من مبدأ الأمر ليدخل في كل قسم سائر ما في هذه المقدمة وغيرها من التفاصيل، وعلى أن يكون التقسيم من الناحية الثانية معترفاً به دون جدال فما هو يا ترى؟ اهو الأدب الحزين والأدب المرح؟ أهو الأدب الجاهلي والأدب الإسلامي؟ الجواب على هذه جمعياً (كلا) بل هو - أدب المرأة وأدب الرجل - وفي اللحظة التي نقرر فيها هذا التقسيم نرى انه استوعب تقسيم الأوائل والأواخر بدون استثناء، كما انه احتوى مادة لا تنضب من عصارة الأدب، فاحتوى خصائص ينفرد بها أحد النوعين، واحتوى بالإضافة إليها ما يسود النوعين على حد سواء، فينصرف تارة إلى ما يتعلق بتراث المراة، وينصرف أخرى لتراث الرجل.
وبعد فلئن صح الأدوار التاريخية من جاهلية وإسلامية، وأدوار الحكم الإسلامي من أموي وعباسي وأندلسي، قد فرقت أنواع الأدب بعضها عن بعض، فإن تلك الأدوار ذاتها قد أثرت تأثيرات متفاوتة في الرجل والمرأة، فجاء أدبهما جد مختلف ولو في دور واحد لفرط ما أثرت عوامل الدور الواحد في كل جنس دون صاحبه، فجاء أدب المرأة منذ اقدم عصوره اصدق أنباء واكثر انطباقاً على الواقع، وتكفل أدبها بإسباغ الألوان الحسان والدقة البالغة والجمال الرفيع على أدب الرجل، وأضحى بعد ذلك يحمل راية الآباء والأنفة والشمم. وجاء أدب المرأة يشد من أدب الرجل ليجعل منه اكثر موافقة ومسايرة للزمن، وليهب نشاطه الفكري والاجتماعي، ويأخذ من الصراحة بنصيب، ومن التلميح بنصيب، مما قد لا يدركه الرجل على وجهه بعد أن أثملته الفتوح وبهرت عينيه ثروات الزمان في