جنود سيدي (محمد بن عبد الله) عليه صلوات الله.
المدرسة البطريريكية للروم الكاثوليك مدرستي.
ضوت لي بيروت عن طريقي فمشت، وهدتني بيروت هداها فهدبت، ورحت أقول في قصيدة:
حنانيك ياربعاً به نلت منيتي ... وأبعدت في الشرق الخطير لي الذكرا
إذا الناس ضلت في مجاهيل غيها ... وساءت مساعيها فلا تعرف البرا
فأني بأرض الشام أخدم أمتي ... وأرجو لها في كل واقعة نصرا
أخوض غمار الكون بالعلم والتقى ... ولا أسال القوم العظام لي الأجرا
بيروت مدينة تهذيبي.
والعربية هي التي يقول فيها النشاشيبي:
اللغة هي الأمة، والأمة هي اللغة، وضعف الأولى ضعف الثانية، وهلاك الثانية هلاك الأولى. وكل قبيل حريص - وقد كان في هذه الدنيا - جد حريص على أن يستمر كونه، وعلى أن لا يبيد، فهو مستمسك بلغته للاحتفاظ بكينونته. واللغة ميراث أورثته الأباء الأبناء، واحزم الوراث صائن ما ورث، واستفهم في الدنيا مضيع.
وأنا أمم اللسان الضادي - لعرب، وإن لغتنا هي العربية وهي الإرث الذي ورثناه، وأنا لحقيقيون والآباء هم الآباء واللغة هي تلك اللغة بان نقي عربية الجنس وعربية اللغة، نقي العربيتين مما يضيرهما أو يوهنهما.
ولو كان الموروثون صغارا ولو كان الميراث حقيرا لوجب علينا إكبارهم وإعظامه، فكيف والتاريخ يقول: أن الآباء كانوا اكرما، وإن الآباء كانوا عظاما. وكان لهم الخلق المتين الجيد، وكان لهم السلطان القوي والسؤدد، وكانوا الأئمة في العلم وكانوا الأئمة في الحكمة. فاقرأ كتب علمهم، واقرأ كتب حكمتهم.
والزمان يقول: إن العربية خير ما صنعت يداي (وان الدهر لصنع) وإنها لخير طرفة أطرفتها الناس، والزمان، والزمان بالخير - وإن جاد - شحيح. فالعربية الصنع العبقري للدهر، والعربية هي الدرة اليتيمة أو كنز الزمان ضن به كل الضن ثم سخا.
وإذا كان للنفوس العربية في الجزيرة وهي نفوس تجسمت من القوة أو تكونت منها القوة،