للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بغداد بإمضاء (رشيد عباس الصفار) ينكر على فيها قولي أن الشيعة

حزب سياسي ويفيض في ذلك، ويطعن في بيعة أبي بكر، ويعجب من

تسامح إخوانه أهل السنة (في إطلاق أسم الصحابي بصورة موسعة

على كثير ممن يبرأ منهم جل الشيعة ويمقتهم كثير من أهل السنة

أمثال. . . أبي هريرة الوضاع ومروان بن الحكم عدو الإسلام. . .

ومعاوية داعي البغي والشقاق والمغيرة. . . وعمرو بن العاص وكثير

ممن لا يوثق بهم). . ويقول بأن الشيعة (لا يمكنها الأخذ بمصنفات

أهل السنة مع وجود تفاسيرها المعتبرة وأحاديثها المأثورة عم أهل

البيت الطاهر الخ) وسبب ذلك (تسامح أهل السنة في تخريج كثير من

الأحاديث في صحاحهم وغيرها عن كثير من الخوارج والشذاذ

والمبتدعة والوضاعين الخ كمروان أبي هريرة والمغيرة الخ) ثم يتكلم

عن مسألة سب الصحابة فيقول (ثم على فرض جراءة بعض الشيعة

على انتقاص بعض الصحابة أيكون ذلك سبباً لتكفيرهم أو خادشا في

إسلامهم؟)

وسائر المقالات لم تخرج عن هذا، ولا يخلو شئ منها من التعريض بي أو التصريح بغمزي وأنا أسامح من سبني، ولن أقول في الموضوع اكثر مما قلت، ولا أظن إن هذه المناظرات مكانها الرسالة، التي أنشئت لغير هذا إنما مكانها (دار التقريب. . .) التي (قالوا) إنها فتحت له. وأنا أعلن أني لم أرد الخلاف ولا الانتقاص، وما أردت إلا الاتفاق بإخلاص. وشرعت طريقا إليه لا مناص لمن أراده من سلوكه. ولكن ماذا أعمل إذا كان إخواننا هؤلاء لا يريدون سلوك الطريق؟!

علي الطنطاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>