لما كنت اعرف مكانة الرافعي في الأدب واعلم بلائه وجهاده في سبيل الإسلام فقد كنت أنتظر ذكرى وفاته العاشرة وأنا راج أن يكون أصدقائه وتلاميذه قد اعدوا لأحيائها عملا لا كلاما فيتداعوا لنشر كتبه التي طال على إهمالها الزمن فيطبع (أسرار الإعجاز) و (أغاني الشعب) و (مجموعة) شعره الكبرى وجزءاً رابعاً لوحي القلم فإن هناك ما يقوم به من مقالاته المبعثرة في كثير من الجرائد والمجلات وكتبه الخاصة إلى أصدقائه، كنت أرجو أن يكون هذا أو بعضه فإن لم يكن فأحاديث عن فنه وجهاده من مثل الأستاذ شاكر أو الأستاذ الطنطاوي وانهما ليكتبان الآن في كل شئ وليس فيما يكتبان فيه ما هو أجل من الرافعي ومعانيه: الدين والأدب الفني الرفيع والعزة الإسلامية
فلما جاءت الذكرى كتب الأستاذ أبو ريه كلمة يشكر عليها فقد كان صريحة منصفة إلا انه لم يشر بشيء عملي مع انه ذكر اسم الكتاب العبقري (أسرار الإعجاز)
ان الورق رخيص والكتب من كل لون تنشر ويدعى لها، فهل كل هذه الكتب اثمن من كتب الرافعي؟ وهل كتبه أهون من أن تصدر مع هذا السير من الكتب؟
الرمل
محمود الطاهر الصافي
إلى الجاحظ:
قرأت ما كتبته في الرسالة تعقيباً على إحدى مقالاتي في البلاغ. والحق معك. فأليك تحيتي وثنائي.