سيس. وما قلناه عن ملطية ينصب على أمد الواقعة على نهر جلة وبينها وبين (ليو الخامس) متملك سيس مراحل وأراضي شاسعة منها ما هو تحت حكم مصر، ومنها ما وحدودها في الولايات التي كانت خاضعة أو متحالفة مع خانات أو إيلخات مغول فارس، هي بقاع إسلامية لم يكن للأرمن وملكهم شأن بها. ودلينا على صحة ما سقناه قول صاحب البداية والنهاية عند ذكره فتح ملطية (وقد كانت ملطية إقطاعا للجوبان أطلقها له ملك التتار فاستناب بها رجلاً كردياً فتعدى أساء وظلم فكتاب أهلها السلطان الناصر واحبوا أن يكونوا في رعيته). صفحة ٧٣ جزء ١٤.
وفي أبي الفداء ما يشرح شكوى أهل ملطية إذ قال (أن المسلمين الذين كانوا بها اختلطوا بالنصارى حتى أنهم زوجوا الرحل النصراني بالمسلمة وكانوا يعدون الإقامة للتتر ويعرفونهم بأخبار المسلمين) صفحة ٩١ جزء ٤.
ويظهر أن قاضي ملطية وكان أول من تلقة جند الناصر وطلب منهم آمان لبلده له يد في هذه الشكوى التي جعل من ضمن ما جاء فيها ما يبرر استفزاز حمية الناصر الدينية وان كان أبو الفداء يضيف إلى ذلك سبباً أخر هو تعرض أهل ملطية لجند مصر المقيمين في القلاع الشمالية مثل قلعة الروم هنس وكختا وكركر في غدوهم ورواحهم. ويذكر المقريزي في السلوك (صفحة ١٣٤ جزء ٢ للدكتور زيادة) أن التعرض كان ضد الفداوية من أهل مصياب الذين أرسلهم لاغتيال قراسنقر المقيم بمدينة مراوغة وان الكردي الذي تغلب على ملطية وجنى أموالها قبض عليهم وترتب على ظهوره أن نائب ملطية من جهة جوبان ويقال له بدر الدين ميز أمير بن نور الذي خاف أن يأخذ الكردي نيابة ملطية منه فكاتب الناصر واتفق معه على تسليم البلد إليه، وقد خص فتح ملطية بصفحة فيها تفاصيل عن تسليم المدينة واحتفال نائبها والتشاريق والخلع التي وجهت إلى أعيانها، ولم نجد فيها ولا فيما لدينا من المراجع إشارة أو كلمة يفهم منها أن ملطية كانت تحت حكم (ليو الخامس).
ونحن نلتمس للدكتور علي إبراهيم حسن عذراً لان السير وليم موير في كتابه (تاريخ المماليك في مصر) ذكر في الصفحة ٨١ (طبعة مصر مترجمة)(أرسل السلطان الحملات على بلاد الأرمن التعسة وحصرت عساكره ملطية)، وجاء من بعده الأستاذ أنور زقلمة فوضع كتاباً عن (تاريخ المماليك) طبعة مصر كتب في صفحة ٦٤ منه (وعاد أرمن مرة