تفتحت طبيعته عن أشياء كانت أثراً للنقد أو نتيجة لنصائح النقاد. هل زادت ملكة الإنتاج وقويت عنده بعد نشر هذه البحوث وكتابة هذه المقالات. كلا.
أرجو كل من يرى في هذا تطاولاً على النقد والنقاد إلا يحنق ويسخط بل يهدأ ويخلوا إلى نفسه يسائلها ما الفائدة التي عادت على فن شكسبير من مئات الكتب التي كتبت عنه. لقد كتب عن شكسبير ما لم يكتب عن أي إنسان آخر. وانك لترى اختلافاً كبيراً فيما كتب عنه. فمن النقاد من تناول حياة شكسبير الأولى ومنهم من تحدث عن شكسبير شاعر الإنسانية، وشكسبير الممثل، وشكسبير المؤلف المسرحي، وشكسبير المصور المبدع، وشكسبير الفنان وهكذا.
هناك مئات الكتب عن شكسبير وهناك عشرات الكتب كتبت في غرض واحد مثل شكسبير (المؤلف المسرحي) ولكنك لن تجد رأيين يتفقان، ولن تعثر على كاتبين قد سلكا مسلكا وأحدا في بحثهما، ثم أرجو أن تسأل نفسك هذا السؤال:(ما بال أولئك النقاد يصلون لياليهم بأنهارهم صامدين للبحث صابرين على الشدائد في هذه البحوث الطويلة المستفيضة؟ ستقول انهم يريدون أن يحلوا الغاز شكسبير ويشرحوه حتى يعرف الناس من هو شكسبير. ستقول انهم يريدون أن يحللوا مسرحيات شكسبير ويطبقوها على الحياة الواقعية التي نحياها كل يوم. يريدون أن يبرزوا مواهب شكسبير الفنية ودقة فهمه للطبيعة الإنسانية وما فيها من شتى العواطف والأهواء من حب وبغض وحقد وغيرة وحيرة ويأس وأمل وخيبة وخيانة وغدر. انهم يريدون أن يكشفوا عن اثر الطبيعة في فن شكسبير واثر الحياة الطبيعة في شعره.
انهم يريدون هذا وغير هذا، ولكن هل وفقوا إلى شيء من هذا الجواب. لا. لم يوفقوا إلى إزاحة الستار عن سر تلك العبقرية الشاذة وعن ذلك الفن الخالد. لقد كتب كثيرون عن مآسي كتب برادلي كتابه (المأساة عند شكسبير) وهو احسن ما كتب في هذا النوع: حلل في أبطال مآسيه الكبرى عطيل وهاملت والملك لير وماكبث. وكتب كثيرون غير برادلي عن فن شكسبير الدرامي أو التمثيلي. ولكن هل استطاع كاتب من مئات الكتاب ان يكشف الستار عن سر هذه العبقرية وجلالها؟ هل افلح كاتب من مئات الكتاب أن يقدم لنا صورة واضحة لنفسية هاملت الحائر وطبيعته العميقة وفلسفته الغامضة؟ هل استطاع كاتب أن