للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهو يتضمن انه حمد لفرنسا ذلك التقدير، ثم شاءت الأيام أن تفجعه في عاطفة الإعجاب التي يكنها لها، فالأدب من أهم خصائصه (الحرية والإنسانية)، ولم يكن يتوقع أن فرنسا تعتدي على الإنسانية إلى حد حبس الطعام عن أفواه جياع لا حول لهم ولا طول. . . وكان حظ الحرية ماثلاً، فقد غضبت فرنسا لان مصر تركت للأمير عبد الكريم حرية اختيار نزوله ومقامه، وهو ليس بمذاب ولا بمجرم، إلى أن قال:

(فما معنى الأدب أذن في رأي فرنسا. . . إذا لم يكن للحرية والإنسانية عندها من معنى. . .)؟

وقد احسن الأستاذ الحكيم بذلك، وكان فيه لبقاً واعياً. . . فإنه لم يخسر إلا شيئاً تافهاً لا قيمة له، إلى جانب ما كسبه من إرضاء شعوره، فضلاً عما يجره هذا الصنيع من جميل الذكر، وما يحدثه من حسن الأثر!.

آلا ليت (المتفرنسين) كلهم توفيق الحكيم!

الأدب المصري القديم:

نشرت مجلة (مسامرات الجيب) مقالاً للعالم الأثرى المعروف الأستاذ سليم بك حسن بعنوان (أدبنا المصري اقدم أتدب في العالم) تضمن معلومات مهمة، منها تصحيح لبعض القضايا الأدبية المشهورة، مثل الدرامة التمثيلية التي تعزى نشأتها إلى بلاد اليونان، وكذلك القصص الخرافي؛ فيفنى سليم بك أولية اليونان في ذينك الفنين، ويقول بأن الأدب المصري القديم أول أدب ظهرت فيه الدرامة التمثيلية والقصص الخرافي، ويقول (كان المصري أول من قص القصص، ومنه تعلم العالم القصص وفنونه فلا تكاد تقرأ في كتاب من الكتب قصصاً إلا وتجد انه يرجع إلى اصل مصري قديم مع بعض التغيير والتبديل حسبما تقتضيه البيئة والأحوال، ولا أدل على ذلك من أن بعض قصص ألف ليلة وليلة مصرية في عنصرها الأصلي. وقصة يوسف عليه الإسلام نجد مثيلها في القصص المصري القديم وهي قصة الأخوين).

فإذا كانت لنا تلك الأوليات في فنون القصص، إلى أدبنا العربي وفنونه، فقد جمعنا المجد من أطرافه.

شيء جدير:

<<  <  ج:
ص:  >  >>