للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لم أجد لهذا (الشيء) اسماً فينا نعرف من أنواع الأدب، فهو ليس بنظم لأنه لا يخضع لوزن، ولم يكتب كما يكتب النثر، بل وضع في هيئة الشعر، ويشغل السطر منه فراغ بيت موزون، ويتحد كل سطرين في قافية، ويأخذ كل أربعة اسطر حتى محدوداً، ليتكون من الجميع (رباعيات) فهو كلم مقاس مقفى. . . فماذا يكون؟ هو (رباعيات عمر الخيام بقلم توفيق مفرج) وقع في يدي هذا الأسبوع، وكنت قرأت عنه في بعض الصحف الكبيرة ثناء وحمداً، فجعلت اقرأ ما احتواه، فإذا هو على النسق الذي قدمت صفته، وهاك (الرباعية) الأولى:

(انهض! فالصباح قد قذف بالشمس إلى الفضاء

فهرب الليلْ، واختفت نجوم السماء

والشعاعْ، يتساقط كنصال السهام

فيصيب أعالي الحصون، والجبال، والآكام).

وقد استرعى نظري ضبط أخر كثير من الكلمات بالسكون كما في هذه السطور، فلم هذا التسكين؟ اهو لضرورة وزن يخضع لتفاعيل جديدة؟

لقد قرأنا ترجمات لرباعيات الخيام نظمها السباعي ورامي والزهاوي وغيرهم، نظماً عربياً معقولاً، فما الذي صنعه صاح (أحدث ترجمة!) لرباعيات الخيام؟

عدت إلى صدر الكتاب فلمحت أربعة أبيات. . . معذرة! أربعة أسطر، يهدى بها الكتاب، ونصها:

(إلى التي تملئ (كذا) البيت بالحب والهناء

إلى المرأة الفاضلة جنة الأرض والسماء

إلى زوجتي التي أوحت إلى الشعر والغناء

أقدم هذا الكتاب ميثاقاً للحب والوفاء)

إذن فالرجل يعد هذا شعراً. . ليس فحسب، بل شعراً وغناء! وعلى هذا النمط من (الشعر) ترجم رباعيات الخيام. ولا شك أن له أن يفعل، تمتعاً بحق (الحرية الشخصية) ولكن الذي لا يجوز السكوت عليه هو تورط كبريات الصحف في المجالات على حساب الأدب، إلا أن يكون الزملاء يكتبون عن الكتب من بعيد دون قراءتها ومعرفة أي شيء هي. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>