ولا يدخل مفاعل تنفي الوافر. وإذا العروضيون قياساً فقد منعه الشعراء سماعا. وأذن يكون الفارق بين مجزو الوافر وبحر الهزج هو حذف النون من مفاعيلين أو تحريك اللام في مفاعلتن؛ فحينما وجدت النون محذوفة فهو الهزج؛ وحيثما وجدت اللام متحركة فهو الوافر. . . وإذا اتفق في القصيدة كلها أن دخل مفاعلتن العصب فسكنت اللام ولم يدخل مفاعيلن الكف فبقيت النون حملت على الهزج، لأن هذا الوزن أصيل فيه. والشعراء المحدثون يخلطون بين البحرين فيجمعون بين مفاعيلن المحذوفة النون وبين مفاعلتن المفتوحة اللام.
حول خطأ عروضي شائع:
ذكر الأستاذ خليل إبراهيم الخطيب في العدد ٧٢٥ أن قصيدة الأستاذ مختار الوكيل التي مطلعها:
أخي قد شاء رب الكون أن يجمع قلبانا مزيج من الهزج والوافر، وقد بين الأستاذ نظام مدني في العدد ٧٢٧ أنها من مجزو الوافر ولكن الرسالة علقت على هذا القول بأنها لم تر في صحيح الشعر دخول النقص على الوافر، ولكي وجدت في قصيدة جزيرة العشاق من ديوان الشوق العائد للأستاذ علي محمود طه هذين البيتين:
ليالي الصيف في كَبْرى ... أم الفتنة في الحر
تنفّسَ جوه عطراً ... يفضضه سنا البدر
فإما أن يجوز دخول النقص على الوافر وأما أن تصبح قصيدة الأستاذ علي محمود طه هي الأخرى مزيجاً من الهزج والوافر وللرسالة جزيل الشكر.
محمد الانور الحلبي
(الرسالة) البيت الأول من الهزج قطعاً لحذف السابع الساكن من التفعيلة الثالثة، والبيت الثاني من مجزو الوافر قطعاً لتحرك الخامس في التفعيلة الأولى والثالثة.
حجرة التحمس:
سيدي صاحب - من وراء النظار -
. . . ما أن قرأت مقالتكم (حجرة التحمس) وأنا مضطجع فوق حشيتي المتواضعة بقاع الريف ساعة القيلولة حتى انتفضت واقعاً أمسكت بقلمي لا لأشكر على تصوير الواقع من