الغبار والدم، فضم وشم، فتمنت الموت ثم، ولكن من الأسف والغم، وتركته وهي تقول: ماء ولا كصدّاء!
ومن (النك) كل ما حكاه أجواد العرب وشعراؤهم عن تبكيت نسائهم لهم وملامتهن إياهم على تضييع المال وعجزهم عن محاكاة نسائهم لهم وملامتهن إياهم على تضييع المال وعجزهم عن محاكاة الأنداد والأمثال.
ويلتبس (النك) بأسلوب آخر من أساليب المغايظة النسائية وهو أسلوب التدلل والاستزادة في مقام الرضى والمحبة، وقد عناه الشاعر بقوله:
أحب اللواتي في صباهن غرة ... وفيهن عن أزواجهن طماح
مسرّات حب مظهرات عداوة ... تراهن كالمرضى وهن صحاح
ولكنهما - وإن اختلفا - يدلان على أن المرأة لا تحب أن تريح إذا استطاعت أن تتعب وتغيظ!. . فهي في (النك) أو في الدلال على هذه الحال.
وإذا كان (النك) قديماً في الزمان فهو كذلك شائع في كل مكان، وهو في البلاد التي بلغت فيها المرأة غايتها من حرية الزواج والطلاق لا يقل عنه حيث لا تملك المرأة حقاً من حقوق الزواج والطلاق.
فلا عجب أن يكون موضع بحث متجدد بين علماء الأوربيين بل بين علماء الأمريكيين في الشمال وفي الجنوب، حيث أصبحت المرأة غنية عن (النك) بسرعة النظر في أمر الطلاق، فلو شاءت لطلبت الطلاق واستغنت به عن المناكفة واللدغ باللسان. . . ولكنها تشاء حيناً ولا تشاء في أحيان. لأن مضغ الكلام لذة تطلب لذاتها كمضغ اللّبان!
وآخر ما قرأناه من البحوث في هذا (النك) الذي لا يفرغ ولا ينتهي بحث طريف نشرته (خلاصة المجلات) الأمريكية وأثبتت به أن لغة (النك) واحدة في جميع اللغات، وأن العلم بأسبابه يفيد في بلادنا كما يفيد في جميع البلاد.
فمن أسبابه (الجوع الجنسي) وقد يتعرض له الزوجان وهما صحيحان وكلاهما صالح للزواج والنسل ولكنهما لا يتلاءمان في خصائص البنية الجنسية أو في خصائص المزاج.
ومن أسبابه (زواج الحب) كما يسمونه إذا كان قصارى ما يعرفه الزوجان من الحب أن يحب أحدهما الآخر، ثم لا يصنعان شيئاً غير قضاء الوقت في هذا الحب المتبادل.