للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقول الكاتب في شرح هذا السبب أن المهم في الحب بين الزوجين أن يشتركا في حب أشياء كثيرة، لا أن يحب أحدهما الآخر وكفى.

فالزوجان اللذان يشتركان معاً في حب الموسيقى أو حب الرياضة الخلوية أو حب الحدائق والأزهار أو حب المطالعة والتعليق على الشئون العامة أقدر على اجتناب (النك) من زوجين يجمعهما الحب ويسأمانه بعد عشرة قصيرة أو طويلة. فينفد ما بينهما من دواعي القرب والاتصال.

وقد يدوم حب المصلحة أو حب التفاهم بيت الزوجين الذكيين لأن المصلحة والذكاء شيئان يقبلان الدوام، أما الحب وكفى فقلما يدوم أو يطول به الأجل، وقلما يسلم البيت الذي يقوم عليه من آفة (النك) بعد شهور، أو بعد سنين.

ومن أسباب (النك) سوء الحالة المالية، وقد يكون الخلاف على التصرف بالمال عرضاً لداء آخر في نفس المرأة، وهو عرض الشعور بالنقص أو الشعور بالحرمان.

وإذا أصيبت المرأة بشعور النقص لسبب من أسبابه الكثيرة فقد تظهر هذه الآفة منها في مظاهر شتى بعيدة كل البعد من مظاهرها المألوفة.

قد تظهر منها مثلا في فرط النظافة أو فرط الحركة والاهتمام بالتنظيم والترتيب ونقل الأثاث والتنقل بين المساكن لغير سبب مفهوم.

وقد تظهر منها في التوجس والعبادة وتصديق الخرافات وخوف العقاب على المحرمات أو ما تتوهم أنه من المحرمات. فلا تزال (تنك) في موضوع من هذه الموضوعات، وهي تغالط نفسها في الحقيقة ولا تقبل التسليم بينها وبين ضميرها بالسبب الصحيح، ولو عرفت السبب الصحيح.

والفراغ طبعاً من أسباب (النك) التي لا تفرغ؛ لأنه يملأ الوقت ويثير الحس ويعوض الزوجين عن الشواغل والأعمال التي تقضى فيها أكثر الأوقات.

وسوء الصحة من أقوى هذه الأسباب. فإن الشكوى من عادات المرأة المتأصلة في طباعها، فإذا تحركت فيها بواعث الشكوى من المرض أو الاعتلال فوق هذا الباعث الأصيل غلبتها الطبيعة والعلة معاً فعجزت عن السكوت والتمست لها متنفساً في الإعادة والإبداء والمناكفة والإيذاء.

<<  <  ج:
ص:  >  >>