الأخطار التي يسببها للدول الأوربية وجود ملايين من المسلمين على الأرض، يمثلون في أفريقيا خطراً لا يستهان به نظراً لازديادهم عاماً بعد عام.
وفي القرون الماضية فقدت فرنسا مستعمراتها لأن البحر كان فاصلاً والمسافات بعيدة، واليوم تحاول فرنسا فرض إرادتها على أقطار شاسعة، فإذا بالإسلام أبعد غوراً من البحار والمحيطات: وهي لن تقدر عليه لأنه من نور الله.
ولذلك ستسير شعوب الجزائر وتونس ومراكش نحو التحرر والخلاص برغم المصاعب التي تقيمها فرنسا وحكوماتها المختلفة واتحادها ووحدتها: لأنها شعوب عربية إسلامية قوية لا تلين.
لقد استعرضت فرنسا أنواع الاستعمار المختلفة فبدا لها الاستعمار السوفيتي الروسي بلون خلاب، وخيل إليها أنه قد قضى نهائياً على نفوذ الإسلام من ربوع آسيا الوسطى، وفي هذا خطأ كبير فأرادت أن تستعين بأساليبه في هذه الناحية وفي بعض النواحي الأخرى، ولذلك ترغب أن تؤسس اتحادها على شكل يشبه اتحاد روسيا وسنعرض بعد قليل للاتحادين في مقال لاحق بإذن الله.