يستحق أن يلقب بلقب بـ (معتزلي)(مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). وأظن إن هذا المبدأ لم تكن له هذه القيمة وهذا الشأن عندهم إلا من وظيفتهم هذه! ولكن متى يكون الجيش المدافع قوياً أمام من يهاجمه؟
حينما يكون مسلحاً - طبعاً - بسلاح خصمه، ولقد كان هذا الخصم مزوداً بالفلسفة الإغريقية التي كانت قائمة على الجدل المنطقي المنظم والعقل الحر، والتي انتفعت بها جميع الأمم على اختلاف أجناسها وعقائدها، فبينما نجد اليهود (من عهد فيلون - الذي عاش ما بين سنة أربعين قبل الميلاد وأربعين بعده، قد مزجوا الدين بالفلسفة حتى ادعوا أن الفلسفة الإغريقية والديانة الموسوية من أصل واحد، إذ بنا نرى الأفلاطونية الحديثة التي بدأت بتاريخ أفلوطين المتوفى سنة ٢٧٠م، تمزجها بالدين المسيحي مزجاً، وإذا بالنساطرة واليعاقبة الذين ورثوا نظريات هذه المدرسة (الأفلاطونية الحديثة) والذين كانوا يقيمون في بلاد فارس والعراق وسوريا حين الفتح الإسلامي ينكبون على دراسة الفلسفة حتى كانوا واسطة في نقلها للمسلمين. وسنتكلم في مقال آخر عن موقف المعتزلة من هذه الفلسفة.
علي مصطفى الغزالي
أستاذ في الفلسفة وعلم الكلام ومدرس بكلية أصول الدين