خليل اليازجي اللبناني) وهي رواية أتم نظمها سنة ١٨٧٦م ومثلها سنة ١٨٧٨م وطبعت الطبعة الأولى سنة ١٨٨٤م، قال مقدم الراوية:(. . . وهي رواية تاريخية تمثيلية شعرية غنائية دل بها على مقدرته في النظم وسعة معرفته بالأنغام، وقد اختار موضوعها من أشهر وقائع ملوك العرب في الجاهلية وأجدرها بالتمثيل. إذ جمعت يوم البؤس والنعيم وظهر فيها الفرج بعد الضيق، وقد شخص فيها غوائل السكر وقباحة الظلم وإكرام الضيف وكرم الأخلاق عند العرب ومثل فيها المروءة في قراد الكلبي والوفاء في حنظلة الطائي والظلم في النعمان بن ماء السماء وأظهر بعد ذلك فضائل الدين المسيحي في فرضه الوفاء وحب الأعداء ولو تحت السيف. .).
والحقيقة التي لا مناص من الاعتراف بها هي أن الشيخ خليلاً قد راد أمام شوقي الأخذ بتغيير البحور وتنويع القوافي حسب تنويع الفصول والمناظر، وهي حسنة يذكرها الباحثون لشوقي، وإنما صاحب الفضل الأول فيها هو الشيخ خليل اليازجي.
وتفكهة للشيخ رجب نقول إن الشيخ اليازجي قد ابتدأ راويته بمقدمة شعرية طويلة عنونها بعنوان (خطبة الرواية)، وضمنها ذكر الفوائد التي تنطوي عليها الروايات التمثيلية، وما يجب من الشروط في تأليفها، وما ذكره الباحثون في تقسيمها، وهي (خطبة) طويلة ابتدأها بقوله:
بحمد لله أخلصت ابتدائي ... ومدح أولى الهدى والأولياء
وبعد فإنما المرآة تبغي ... لوجه المرء إذ هو في خفاء
وأخلاق الفتى أخفى وجوهاً ... عليه فتلك أحوج للمرائي
فأنشئت الروايات ابتغاء ... لهذا الأمر يا خير ابتغاء
وتلك بطبعها نوعان: إما ... على التاريخ أو ذات ابتداء
فتاريخية تدعى لهذا ... وإنشائية حسب البناء
وإنشائية الثنتين أولى ... بهذا القصد من ذات انتماء