انقلبت شخصيته فإذا هي شخصية إسلامية وأذابه يبدو بهذه الروح في طليعة الشعوب العربية.
لقد وقف الشعب المصري موقف العداوة والمناجزة والنفور من جميع الشعوب التي غزت أرضه واستولت على بلاده. وكانت هذه حاله مع الرومان والفرس والترك والفرنسيين والإنجليز إلا مع العرب فإنه لم يلبث أن نظر إليهم نظرة المواطن الأصيل. وسرعان ما اختفت شخصية الشعب المصري وثقافته تحت شدة هذا الاختلاط، وكان هم مصر أن تجد نفسها في مقدمة الأمة الإسلامية، ولقد توالت الفتوح الأجنبية لمصر ولكنه ظل يغالبها بهذه الروح المكتسبة، وهي الروح التي يجب أن يعتبرها الباحث الروح المصرية وأن تكون مناط الحكم في هذا المقام. . .