نسبتها للجنة حتى لا يظن أنها من قرارات المجمع النهائية. .
التربية الفنية:
نشرت (الأهرام) إن وزارة المعارف تعد مرسوماً بإنشاء لجنة استشارية للفنون الجميلة، تختص بإنشاء متاحف الفنون الجميلة والإشراف الفني على تنظيمها وتنسيق معروضاتها واقتناء الطرف وحفظها وترميمها، وتنظر في سياسة تعليم الفنون الجميلة في مصر وفي الخارج وتعمل على الاشتراك فيها، وتقدم الإعانات للجمعيات الفنية لتشجيعها، وتنشئ الجوائز والمكافآت للفنانين، وتعمل على حماية الآثار والمواقع التاريخية والمناظر الطبيعية والميادين العامة وما يقام فيها من نصب وتماثيل ومنشئات تذكارية، وتضع الاقتراحات والرغبات المتصلة بوسائل تشجيع رجال الفنون من أبناء البلاد، وتربية الملكات الفنية وتهذيب الذوق عند الجمهور.
وهذا البرنامج الضخم يتلخص في كلمتين هما (التربية الفنية) وليس هذا التلخيص للتقليل، إنما المقصود حصر الفكرة للدلالة على عظم شأنها، فتربية الشعب، جمهوراً وتلاميذ مدراس، تربية فنية قوامها إبراز المواهب وتعهد الملكات وترقية الذوق العام، ليست بالأمر الهين اليسير الذي تستطيع أن تستقل به اللجنة المزمع إنشاؤها بوزارة المعارف، بل هو يحتاج إلى جهود أكبر من ذلك، والمأمول أن تكون هذه اللجنة أولى الخطوات في هذا الطريق. . .
إن هذا الشعب تكمن فيه بذور الفن، وإنني أعتقد أن الإنسان على العموم فنان بالطبع، فهو إن لم يكن منتجاً، متذوق لجمال أي ناحية من نواحي الفنون، وليس أصلح للناس ولا أنفع لهم من استغلال طبائعهم الفنية في ترقيتهم وتهذيب نفوسهم.
ومما يؤسف له أن الحياة الفنية أصبحت عندنا في غاية الاضطراب والفوضى، تكثر فيها العناصر الدخيلة التي يعوزها الاستعداد أو تنقصها الدربة، ومن وراء ذلك ملكات مقبورة ومواهب مهملة.
وإذا كانت الدولة تنفق مبلغاً كبيراً من المال في استقدام الفرق الأجنبية لترقية فن التمثيل وإرضاء أذواق الطبقة العالية، فإن الطبقات الأخرى من الشعب لأحوج إلى هذه العناية بدلاً من أن تتركها فريسة للمتجرين بالفنون، الهابطين بها في سبيل الإثراء وجمع الأموال. . .