للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في مهمته، وقد يكون لهم العذر في ذلك، لأنهم لا يكادون يرون شيئاً من أعماله وآثاره، ولكن ليس معنى ذلك أنهم على حق في كل ما يرمون به المجمع، فهو يعمل وإن كان بطيئاً متوانياً، فلم تذهب دوراته الماضية عبثاً، بل أنتج وإن كان نتاجه يجب إلى القلة العزلة والانزواء. . . بدليل أنه لم يصل إلى أولئك المتسائلين لأنه لم ينشر كما يجب أن ينشر، وخاصة بعد أن توقفت مجلة المجمع عن الظهور من جراء الحرب الماضية، ولعلها تستأنف الظهور قريباً، فقد أعدت مواد العدد الخامس، ويقال إنه قد بدئ بطبعه.

وضع المجمع مصطلحات العربية تزيد على عشرة آلاف مصطلح في الكهرباء واللاسلكي، والاقتصاد السياسي، والطب والرسم والموسيقى والطبيعة والكيمياء والهندسة والقوانين وعلوم الأحياء وفن العمارة والشئون العامة. وقد استخدم بعض هذه المصطلحات في الكتب المدرسية، وشاع كثير منها في البلاد العربية حتى أن وزارة العدل العراقية أدخلت مصطلحات القانون المدني التي وضعها المجمع في قانونها الجديد، ولذلك طبعت هذه المصطلحات مستقلة في كتيب نشرته في العراق. . .

أما مدى انتشار هذه المصطلحات في مصر فليس يعدو مجموعة منها (هي ما تم من سنة ١٩٣٤ إلى ١٩٣٩) طبعتها وزارة المعارف وتبيعها لمن يطلبها وأكثر الناس لا يعلمون بها، وليس هناك من الكسب ما يغري المكاتب ودور النشر بنشرها.

وهناك مصطلحات وضعتها اللجان الفرعية ولم يقرها المجمع بعد، وقد رأى تعرض هذه المصطلحات على الهيئات العلمية المختلفة، وأن تتلقى اللجان ما يرد من الملاحظات عليها، وخصوصاً المصطلحات التي وضعتها لجنة المصطلحات الطبيعة بالمجمع في علوم التشريح ووظائف الأعضاء والأنسجة وأمراض الجلد وغيرها لأن هذه المصطلحات الطبية التي تبلغ نحو أربعة آلاف مصطلح قد لا يتسع وقت المجمع للنظر فيها فيكتفي ببحث اللجنة إياها على ضوء ما تتلقاه من ملاحظات الهيئات العلمية، للوصول إلى اللفظ العلمي الصحيح؛ وذلك أن المجمع رأى أن تعرض اللجنة عليه المصطلحات الطبية الشائعة التي تتناولها أقلام الكتاب والأدباء، أما المصطلحات التي تتعلق بالتفصيلات الفنية فإن لم يتسع لها وقت المجمع يكتفي فيها بعمل اللجنة. ولذلك كتبت اللجنة إلى الهيئات العلمية أنها لا ترى مانعاً من أن يستعمل المؤلفون في كتبهم هذه المصطلحات بشرط أن ينصوا على

<<  <  ج:
ص:  >  >>