ولقد كان بعض المتصدين لتاريخ الأدب يعيبون هذا اللون من الشعر، لأنه يقال في الأشياء التافهة، وفاتهم أن كل شيء بصلح موضوعاً للأدب ما دام موضع حس الأديب ومناط شعوره.
التغزل في القدم:
قرأت في مجلة (آخر ساعة) تحت عنوان (قدم تبتسم) ما يلي:
(تقول فلورا تريستان: لم أر بين الشعراء على كثرتهم من عني بالتغزل في قدم محوبته. . . هذا العضو الذي لولاه ما اندفعت صاحبته إليه. ولكن هناك بيتاً واحداً من الشعر قاله فكتور هوجو في هذا الصدد:
(كانت قدمها تبدو باسمة بالقرب من قدمي).
لقد وجد إذن من تغنى بقدم محبوبته، ولكن ما أقبح الصورة! من يتصور قدماً تبتسم؟ إن نعلاً فاغراً فاه قد يستطيع أن يتثاءب. . . ولكن القدم لا تبتسم).
وليست الصورة قبيحة، لأن الشاعر يريد بابتسام القدم أنها مشرقة ناضرة، والنعل الفاغرة فاها قد يصح تثاؤبها إذا لوحظ في صورتها التثاقل والتراخي، لأن مدار الاستعارة على ملابساتها، ولكن الصورة، وإن نفيت عنها القبح، ليست شيء.
ثم أقول: وكذلك أهمل شعراء العرب التغزل في القدم، ولم يخطر ذلك، فيما وقفنا عليه، إلا لنصيب بن رباح إذ قال:
تخطو على الأرض، ليت القلب منبسط ... تخطو على جانبيه هذه القدم
إذا مشت تركت أقدامها أثراً ... فوق الثرى كاد مثل الركن يستلم
وهناك شيء مثل هذا، في الشغف بالقدم، ولكنه غزل عملي، إن صح أن يكون الغزل عملاً؟ ذلك أن المأمون قبل قدم جاريته (عريب) فقالت له: والله يا أمير المؤمنين لولا ما شرفها الله من وضع فمك الكريم عليها لقطعتها. حلفت ألا تغسل هذه القدم إلا بماء الورد. وقالوا إنه برت فظلت حياتها لا تغسلها إلا بماء الورد.
مصطلحات المجمع اللغوي:
يتساءل كثير من الناس عن الكلمات العربية التي يضعها مجمع فؤاد الأول للغة العربية في العلو والفنون والشئون المختلفة، وبين هؤلاء المتسائلين من يتهم المجمع بالكسل والتقصير