ذلك وقد أعان على تردي المرأة في الخروج على أنوثتها وفطرتها فريق من أشباه الكتاب حملوا أقلاماً ولم يحملوا إخلاصاً ولا أمانة ولا نصحاً. دفعهم الرياء المغشوش على أن يغرقوا في مجاملة المرأة المشتطة الطائشة ابتغاء العبث بها وبكرامتها، فحمَّلوها فوق ما تستطيع من السخط على الطبيعة التي فيها لكل كائن عمل خاص. وكان حق المرأة على هؤلاء أن يأخذوا سيدة بيت ومربية أجيال. وكان من حقها أيضاً على من يزعم نصرتها أن يمسكها عن أن يهوى بها الطيش في مكان سحيق فتفقد ما لها من حرمة هي ملاك أمرها كله في المجتمع. ليتنا في غمراتنا اليوم نسترشد بتجارب الماضي ونسير غير متخبطين: نبصر مواطئ أقدامنا ونتقي المزالق، ونجند كلا في ميدانه الذي يصلح له. لقد تداعت علينا الأمم، وطمع فينا حتى (الصهاينة) من شذاذ الآفاق، وغزينا في أخلاقنا وبلادنا وأموالنا. . . وليس في جهودنا فضل ننفقه في رد العابثين عن عبثهم؛ فليتق الله حملة الأقلام وليصونوا الشاردات عن القطيع، وليرجعوا بهن عن طريق وضعن أقدامهن في أوله وما آخره إلا مستقبل أسود حالك للأنثى أولا، ثم خراب البيوت وهدم الأسر وارتكاس المجتمع وموت كل كرامة امتاز بها الإنسان من دون الحيوانات الدنيا.
وما الانهيار السريع الذي قضى على بعض دول الغرب العظمى في مثل لمح البصر بسبب فساد المرأة، ببعيد فينسى. ولنا فيه درس وموعظة وبلاغ.