يختل التوازن إذ أن الأشياء التي تعالجها الرموز قليلة العدد بينما الرموز نفسها عديدة بشكل غريب، بحيث يمكن لكل من هذه الأشياء القليلة أن يعبر عنه برموز كثيرة متماثلة تقريباً من الوجهة العلمية. ولذا فإننا عندما نقوم بتفسير هذه الرموز فإن هذه الخاصية تتسبب في جرح الشعور العام لأن هذه التفسيرات كلها تعتبر واحدة إذا قسناها بالأشكال المختلفة التي تمثل بها في الأحلام. وهذا من غير شك لا يسر كل من يقدر له أن يعرفه، ولكن ماذا في وسعنا أن نعمل؟.
ولما كانت هذه هي المرة الأولى التي أتكلم فيها عن الحياة الجنسية، فإنني أجدني مديناً لكم ببعض الشرح عن الخطة التي سأتبعها في معالجة هذا الموضوع. فالمحلل النفساني لا يرى أي داع لأن يخفى شيئاً أو يلمح إليه بطريقة غير مباشرة، وهو لا يجد غضاضة في ال بمادة غزيرة كهذه المادة، وإنما هو من الرأي القائل بأن من الأصوب والأفضل لنا أن نأمن جانب التأويلات المختلفة. ولئن كنت أتحدث إلى خليط من الرجال والنساء، فلن يغير هذا من الموقف شيئاً. فليس هناك من العلوم ما يمكن معالجته بطريقة تصلح لفتيات المدارس، كما أن النساء الموجودات قد عبرن بحضورهن إلى هذه القاعة تعبيراً ضمنياً عن رغبتهن في المعاملة كالرجال سواء بسواء.
والجهاز التناسلي للذكر يمثل في الحلم برموز كثيرة قد نستطيع أن نتبين في معظمها وجه المقارنة بوضوح. فمثلا العدد المقدس (ثلاثة) عبارة عن رمز للجهاز بأكمله. أما الجزء المعروف منه وهو ما يهم الجنسين على السواء، أعني القضيب، فيرمز إليه أولا بأشياء تشبهه في الشكل أي طويلة منتصبة مثل (العصا) و (المظلة) و (الأعمدة) و (الأشجار) وما شابه ذلك. كما أنه يرمز إليه كذلك بأشياء لها مثله خاصية الاختراق، ومن ثم إيذاء الجسم أي الأسلحة المدببة من أي نوع كانت مثل (المدية) و (الخنجر) و (الرمح) و (السيف). والأسلحة النارية أيضاً (كالبندقية) و (الطبنجة) و (المسدس) يستخدم كثيراً لما لها من شكل يجعلها رموزاً صالحة للاستعمال. فنجد أن المطاردة بواسطة رجل مسلح بمدية أو بندقية في آخرها حربة تلعب دوراً كبيراً في أحلام القلق للفتيات الصغيرات. وربما كان هذا الرمز أكثر الرموز ظهوراً في الأحلام، وها أنتم الآن تستطيعون ترجمته من تلقاء أنفسكم. والاستعاضة عن القضيب بأشياء يفيض منها الماء مثل (الصنبور) و (الينبوع) وكذلك