للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يعلّم به، قال في صبح الأعشى: الدلق ثوب متسع الأكمام طويلها، مفتوح فوق كتفيه بغير تفريج، سائل على القدمين، يلبسها القضاة في الدولة الأيوبية، وهذا الذي أطلقناه على الروب.

فما ينكر من هذه الكلمة؟ وهل مثلها إلا مثل الفلق والأرق والعلق والدمث في هذا الشأن، أو ليست هي أولى بالاستعمال (وإن كانت معربة في الأصل عن الفارسية) من الروب من حيث أن قدماءنا استعملوها ونحن نجري مجراهم؟

وتنكر للربِيذة وهي في كتب الأئمة قمطر السجلات (أي المحاضر) وقد كان مجمع نادي العلوم في مصر وضع لها (الملف) ولكنني اخترت الربيذة لأنها أخص بالدلالة على المراد، فهل الدوسيه الأعجمية خير منهما، وهل التجافي عنهما وعن أمثالهما واللجوء إلى الكلمات الأعجمية الغريبة عن لغتنا، يبلغ بنا الآمال في تهذيب لغتنا، وتطهيرها من الأدران.

وجئت بالكِنْف لجزدان الطبيب، وقد استعمله الراعي العربي في أداته التي يضع فيها مبراته ومقصه، والصائغ لأدواته، والتاجر للخفيف من متاعه، وها أنا أريده هنا لمقص الطبيب وسكينه وملقطه وقطنه، فأي محذور في ذلك سوى أن ذهن منتقدي الفاضل ولسانه لم يألفه مع أنه كلمة مفردة ثلاثية ساكنة الوسط وحروفها معدودة من الدرجة الأولى في استعمال حروف الهجاء العربية.

وانتقد إطلاق الشوذر والعلق على القميص بلا كمين، وقد نص الأئمة على أن الشوذر برد يشق ثم تلقيه المرأة في عنقها من غير كمين ولا جيب، وأن العلقة قميص بلا كمين، أفلا تكون إحدى اللفظتين خيراً من الشورت التي هي غريبة عنا وعن لغتنا؟

وكذلك القنع للطبق الذي توضع فيه الفاكهة على الموائد، (وقد أقره المجمع العلمي العربي الدمشقي واختاره على القناع لتقليل الاشتراك) وجاء في الحديث أتيته بقناع من رطب، قال في النهاية ويقال القنع بالكسر والضم، وقال الأئمة القنع الطبق من عُسُب النخل تجعل عليه الفاكهة.

وقد كنت عارضت بعض ما وضعه مجمع اللغة العربية بمصر في الأوضاع العامة بعد أن فسح المجال مدة سنة لمن يريد ذلك من الباحثين في اللغة، فاخترت مثلا الطِرْز وزان علم على الطَزَر وزان قلم للبيت الصيفي (الفيلا) والجناح مكان الشقة، والحيفة موضع البراءة

<<  <  ج:
ص:  >  >>