يا أخي. أنا لا أوجب على كل قارئ أن يكون عنده نسخة من كتاب (العواصم من القواصم) ولكن أوجب على كل قارئ للرسالة في مصر أن يكون عنده الداعي إلى البحث عن الرجل الذي جعله ينطق العربية، ويديه بالإسلام، وجعل بلده (بلد الأزهر) و (مقر جامعة الدول العربية)، وصاحبة اليومين الخالدين في إنقاذ الحضارة الإنسانية:(يوم عين جالوت) و (يوم المنصورة)، والذي لولاه لكانت مصر اليوم مثل إيطاليا أو اليونان، وأن يعرف هذا الرجل على حقيقته لا من كتاب العواصم والقواصم وحده، بل كل كتاب ذكر فيه ثم يوازن ويحقق ويميز الصحيح من الموضوع، وأن يؤلَّف عنه في مصر من الكتب بمقدار ما ألف عن شكسبير في إنكلترا، ونابليون في فرنسا، وإن لم يكن لهما في الدنيا درهم من كل قنطر من أثره الخيِّر فيها، وأن يكون (يوم الفتح)، أعظم عيد وطني في مصر بلا استثناء. . .
أما كتاب العواصم (وما فهي إلا صفحة عن عمرو، فيها
تحقيق خبر التحكيم)، فإنك حين تريد الاطلاع عليه حقيقة لا
تجد أسهل من الوصول إليه، لأنه مطبوع مملوءة بنسخه
المكتبات. والسلام عليك أيها الأخ ورحمه الله وبركاته. علي
الطنطاوي
إلى الأستاذ محمود عماد:
جاء في كلمة الأستاذ محمود عما في بريد الرسالة (٧٣٠) قوله (وما الضمير الثاني إلا ضميراً قلقاً نابياً) على نصب (ضمير) وتأكيد النصب بالصفتين، مع أن الصواب الرفع لأن الاستثناء. يمنع عمل (ما). ولولا أن الأستاذ حريص على تصحيح كلام الناس ما