للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الشباب والصبا، يوم كان يقفز هنا وهناك دون حاجة إلى سند أو معين، ولا افتقار إلى تلك العصا اللعينة التي تضيق عليه الخناق فهي تلازمه في كل مكان وزمان. . ومن يدري فربما تذكره هذه الباخرة بابن قد افتقده في ميعة صباه فهو يحن إليه كلما ترسو، فيقبل وكأنما ليلقي فيها أبنه الراحل، وفلذة كبده العزيز. . وأرتفع صفير الباخرة وأخذت تبتعد عن المرفأ فجمع الشيخ أطراف نفسه، وقام متحاملاً عليها، وعاد كما جاء، ولا يزال بصره عالقاً بالباخرة ومن فيها وكأنما يودعهم الوداع الأخير.

عبد الحفيظ أبو السعود

<<  <  ج:
ص:  >  >>